عندما عادت من السفر،استقبلها بتلك البرودة التي عهدتها منه كلما بدا منها تصرف لم يرضه ،كانت تتوقع هذا الاستقبال البارد خصوصا أنها أخلفت معه موعد عودتها من السفر بيومين هي التي انتزعت منه موافقته على الغياب عن البيت لمدة أسبوع كامل لحضور زفاف أختها التي ارتبطت برجل يقطن في مدينة بعيدة عن مسقط رأسها بمئات الكيلومترات...
وهي غائبة عنه ،كانت الظنون تنهش دواخله،والغيرة تحرق فؤاده ،فلم يمر على زواجهما أكثر من نصف السنة، كان يتصورها منتشية بفرحة زواج أختها وهي في كامل زينتها ،تتمايل راقصة مع الذكور من أبناء خالاتها ،أو تتبادل الحديث مع أحدهم وهي تضحك سادلة شعرها على كثفيها بل تذهب به الظنون بعيدا فيتصورها في مشهد حميمي مع أحدهم ...
هكذا قضى أسبوع غيابها وحين دخلت البيت كان اللقاء البارد يخفي حرارة الشوق والغيرة ويلخص ما يحمله لها في قلبه من حب ...
لما عاد إلى البيت استقبلته ببسمة مسحت كل قلقه ،فلم يجد مفرا من مبادلتها الابتسام ...
سألها ليطمئن قلبه
_كيف كان الحفل...؟
قهقهت وقالت
_أي حفل يا زوجي العزيز ...أنسيت أننا في زمن كورونا ...
تلاشت كل الصور في مخيلته ...
عاد له هدوؤه...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.