كان أول مركب امتطيته لأقطع به نهر اللغة الأم التي فتحت عليها عيني نحو عالم اللغة العربية، هو سفينة الحروف الأبجدية، التي عشقتها أول ما رأيتها، فرسمتها على مهل، وحفظت تشكيلتها، وتهجيتها بتأن وصبر، بنبرة خافتة أولا، ثم بصوت مرتفع، فصنعت منها كلمات في البداية، ثم بعدها جملا مفيدة ...
كانت تلك قصتي مع اللغة العربية، التي وإن لم أمتصها من حليب أمي ؛ ولكن أذني استساغتها مع كل آذان وهو ينادي ..الله أكبر .. ومع كل صلاة وصوت أبي يصل إلى مسمعي عندما يتلو آياته القرآنية .
فترعرعت معي، وتشربتها عروقي وكبرت مع جوارحي .
ثم أحببتها حبا رائعا لم يعرف أبدا الفتور، تغذى بحبي الكبير لقراءة قصص السندريلا، والملكة النائمة، وسندباد؛ وغيرها من حكايا الأطفال .
إلى أن أصبحت هي ملاذي، وهي لغتي التي أحيا بها حياة ثانية، هي من يخرجني من ثقل الأيام، وروتينها الممل، ومن يسمح لجوانحي التنفس بسلام، ولأفكاري التحليق بعيدا في الأفق .
هي من يمنح لي فرصة عيش حيوات أخرى ، وهي الجزء الذي لا يتجزأ عن هويتي .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.