jeudi 30 décembre 2021

فقر //أحمد البحيري // مصر


كانوا بالحقل وداهمتهم صلاة العصر. وكانوا على وضوء بهذا البرد. الملابس الثقيلة التي يرتدونها جعلتهم يحافظون علي الوضوء خوفاً من ملامسة الماء. فرشوا
قش الأرز تحت الشجرة ووقفوا يتسمعون لصوت الآذان. الريح الذي لم يتوقف من أول اليوم يهديهم أصواتا من البعيد سرعان ما يحجبها. وثمة بائع جائل
ينادي على سلعته في الميكروفون. يقترب صوته ثم يبتعد قبل أن يعقلوه. سأل الحاج: علام ينادي هذا؟. رد الشيخ: أربعة كيلو يوسفي بعشرة جنيهات. قال الحاج: العشرة جنيهات أقل من مصروف سقايتها. رد الأستاذ: هذا موسم اليوسفي، يعني عرض وطلب. قال الشيخ: وتشتكي الناس من غلاء الأسعار والفقر!. قال الحاج: سبحان الله. كنا نأكل قشر اليوسفي بالخبز ونحن صغار، ونخلل ما يتبقي. قال الأستاذ وهو يتقدمهم للصلاة: لو قلت ذلك لأولادك ما صدقوك. قال الحاج بسخرية والشيخ يستعد للإقامة: لو أخبرت أولادي بذلك لقالوا أنت من يجلب لنا الفقر. ولما كبر الشيخ للإقامة، برقت وحطت بالمطر.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.