هذه مدينتي..
مثوى أحبتي..
قلبي المحتار معلق بين دروبها..
يقفز،
يتنطط،
يغيم،
يصحو،
يمطر..
بين لحظة و ضحاها..
كفصل خريفي في جبال شاهقة..
صدى أنفاسي العليلة..
و زلاغ الشامخ شاهدا على مجدها..
يدون دمع المنكسرين على أبوابها..
يندب حضها،
و يراقب..
مدينتي البائسة..
عيونها الكحيلة حزينة..
تشيع أفراحها،
و تاريخها..
و تركن للهزيمة..
في كل زواياها حكاية..
و مراثيا بلا نهاية..
الصبح فيها ينتظر صبحا..
و الأماني معلقة،
و الأحلام على المشانق،
و الأطفال يشيخون في غفلة،
يضيع منهم،
و فيهم الشغف و الابتسامة..
هنا..
حيث العصافير تألف أقفاصها،
و الحمام مذبوح على نواصيها،
الورود ذابلة دوما،
و الفراشات ضيعت الربيع،
ضيعت الفصول..
تبدد العمر في أرجائها..
مدينتي البئيسة..
كلما همست لها..
أشاحت بوجهها الكسير عني،
و ولت هاربة..
الخوف فيها بحار..
شطآنه بلا حيلة..
هنا..
في مدينتي البائسة..
يزرعون الخوف،
يصادرون الفرح،
يعدمون القصائد،
و الأغاني الجميلة..
لا صوت يعلو على..
عواء الذئاب،
و نباح الكلاب..
و أصوات الغيلة..
تغتال احلامنا البسيطة..
في مدينتي..
يهيمن الحزن..
دمعا في العيون،
و غصة في القلوب..
في هذه المدينة..
نزرع الأوهام خلاصا،
و نوقد من كاذب أحلامنا..
ومضة عليلة..
صبرا على مآسينا..
تمد في همنا أعواما..
و ننتظر فرجا لن يأتينا..
هنا..
كلما ولد لنا وليد..
عمدناه صبرا..
و إذا شب عمدناه صمتا..
و متى شاخ تنتهي الحكاية..
هنا أبسط أمانينا..
معجزات مستحيلة..
في مدينتي البائسة..
نربي الهم حتى يكبر..
نتعهد الغم،
و نزرع البؤس،
و اليأس..
انتظارا للعاصفة..
هنا فاس..
مدينتي البائسة..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.