jeudi 13 janvier 2022

لقاء // محمد بوعمران // المغرب


كان مترددا في مقابلة التي دعته للقائها عبرالهاتف، وحددت بالأمس موعد اللقاء بمقهى مشهور بالمدينة ،الصورة التي أرسلتها له تظهر فيها في كامل الأناقة وهي مبتسمة ، بالأمس خصص وقتا طويلا لتأمل الصورة ،وشغل ذهنه بتحليلها ،أعجبته الابتسامة وظلت نبرات صوتها تهز دواخله ،لم يذكر ماذا قال لها بالضبط لكن لم ينس أنه وعدها بأنه سيأتي لما ألحت عليه مرات عديدة وهي تحدثه وتعرفه بنفسها بل وتؤكد له أنها تعرفه ومعجبة به وترغب في مقابلته...
التساؤلات والاستنتاجات والتوقعات جعلته لا يشعر بمرور الوقت ،هو لا يعرفها إلا من خلال الصورة التي أرسلتها له ،ولم يسبق له أن سمع صوتها إلا من خلال مكالمتها له بالأمس ...
دقات خفيفة على الباب جعلته يقف ويلقي نظرة على الساعة ليرى أن وقت الموعد مر بأكثر من نصف ساعة ،ليترك التفكير في الأمر جانبا ويتجه نحو الباب ويفتحه ،ليجد نفسه وجها لوجه أمامها وهي ترتدي نفس اللباس الذي ظهرت به على الصورة وتبتسم في وجهه بنفس الطريقة لكن الأمر الآن مختلف هي أمامه تفوح منها رائحة العطر وأنفاسها تلامس وجنتيه لما اقتربت منه لتبادله التحية ...
تسمر أمام الباب فاتحا عينيه في وجه الزائرة ،كانت نظراته إليها دون تركيز ،أربكت الزيارة كل توقعاته وجعلته أمام الأمر الواقع...
كانت تعلم أن الزيارة سيكون لها وقع في نفسه ،وأن المفاجأة ستكون صادمة ،خصوصا وأنه من النوع الكتوم الذي له علاقات محدودة ،ويميل كثيرا إلى الوحدة ...
لم تنتظر كثيرا كي يفسح لها الطريق لتدلف إلى الداخل ،وتجلس في صالة الشقة وترفع رأسها وتنظر إليه مبتسمة قائلة :
-مفاجأة ...أليس كذلك ...؟
أجاب مرتبكا وهو يرسل نظرات حائرة نحوها
-في الواقع ...لم أكن ...
قاطعته وهي تضحك ...
-أنت أخلفت الموعد ...وتركتني أنتظر ...
أحنى رأسه متأسفا وقال :
-أنا آسف ...كنت أفكر فلم أنتبه للوقت ...
سألته :
-ألديك سيارة ...؟
-نعم ...لماذا...؟
ردت وهي تضحك
-لقد تركت حقائبي في مستودع المحطة ...
أخذ الخوف يتسلل الى قلبه لتحل محل الإعجاب وأصبح يشك في سلامة عقل زائرته الجميلة ...فسألها :
-من أنت ...أنا لا أعرفك ...
قالت له وهي تبتسم كعادتها :
-ليس مهما أن تعرفني يكفي أن أعرفك أنا ...ألست مراد ولد الحاجة مريم والحاج أحمد
أجاب مندهشا :
-نعم ...ولكن من أنت أرجوك ...
ألا تعرف فتاة باسم سعاد ابنة ...
لم يتمالك نفسه فعانق الفتاة ،أبعدها شيئا ما ،تأملها وهو يردد
-أهلا بك يابنت خالتي ...تغيرت كثيرا...كنت أظن أنك نسيت كل ما كان بيننا...
نظرت إليه دون أن تفارقها تلك الابتسامة المشرقة ...





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.