أخذتْ نفسا عميقا، ووقفتْ في شرفتها تتفرج على الشارع الواسع ذي الوجهتين كما اعتادت أن تفعل .
كانت الأضواء قوية يسطع نورها فيزيد المكان جمالاً . والناس في حركة دؤوبة، سيارات الطاكسي الصغيرة والكبيرة تجلب الفئات والفئات من الناس من مختلف الأماكن . ينزلون وهم في عجلة من أمرهم، يقصد بعضهم المخبزة ، أو بائع الفاكهة ، والبعض الآخر يلتحق بمطعم الطلبة المعروف بطبق الحريرة، بينما يحرص الآخرون الالتحاق بأقصى سرعة بأفرشتهم الساخنة قصد الرّاحة، بعد قضاء يومٍ مٌضنٍ وشاق .
التفتٓتْ بعينيها من أعلى الشرفة إلى متجر الحلويات ، أمعنت النظر جيدا في واجهة المحل الواسع ، ولم تلاحظ أي أثرٍ لعلامات التزيين التي تنتشر في كل الواجهات أثناء الاحتفالات بنهاية السنة الميلادية، لم تَكن هناك شجرة البابانويل التي يزينها الكل بمصابيح خضراء وحمراء تشتعل وتنطفئ، ولم يكن هناك حضور للبالونات والنجوم المختلفة الألوان ، ولا للأشرطة الفضية والذهبية المرفوقة بالشموع .
بحثت عن أجواء الاحتفال ومظاهر الزينة الأخرى، فلم تٌبصر غير أجواء البرد القارس، وبعض المتسولين الذين يحاولون هزم البرودة بلحافاتهم البسيطة، ولديهم موعد مع هذا المكان كل ليلة في هذه الأوقات حتى صاروا جزءا منه، فأدركت أن هؤلاء الناس ليسوا من صنف الذين يستيقظ أبناؤهم صباحاً ليسألوهم عن هدايا البابانويل، ولا من الذين يحملون هم الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية .
هؤلاء الناس من الذين تهمهم لقمة العيش وكفى .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.