lundi 1 novembre 2021

ذاك بوحنا أيها الأشعث.. // عبدو الكسيري الكوشي // المغرب


 و يذكرني فيك و كأن الروح تسمو حيث التواجد أنقى و أجمل..أما عالمنا هذا ما عاد (يأتينا بغير الأرخص)

// ذاك بوحنا أيها الأشعث//
و حين البأس من شواهد منزوعة النقوش، نكاد لا نعرفنا إلا بتطاول..كانت القصيدة بضع معقوفات من قول عتيق..و تلك الليلة حاصرت ترددنا بين الاقتحام أو الانقسام..إذ طبيعة فضاءات الدردشة عن بعد، تأتي بما لا يحمد إلا من تمكنات تكاد تكون محسوبة و محسومة..لم أك حينها ضليعا بمكر الأزرق..فالقياس عندي عاطفة خاطفة..تلقفني مني فيها و فيّ..حيث التماهي يعجننا تفاصيل من روح و روح..قالت:" يا سيدي إني أراك تغرق في الغموض..و الناس مذاهب من سلس..فلا تثقل باليد لفظا لعل الخطاب يزداد نصوحا فينال القبول الطيب..أردفت قائلا:"سيدتي إن الحرف عندي صنيعة الروح..و البوح بما استعصى من مركبات نقية الجبلة..هي هكذا مسترسلات نازفات تكالب فيها الفرح و القرح..إذ الوجد ضالة و الجزل مقصلة..فلا خاب من أعتقد أنه الكل دونها بضعة أبعاض مجزولة.. و الأعراف تجذرات مغزولة..حينها دب في أوصالها مُصافح الروح..فلا ترنحتْ أو برحتْ تكاد تلقي بعضها إلى بعضي ليستوي كلنا كما أبتغيه و روحها إليَّ منصفة..فخسفَتْ من بقاياه قطعة كأنها الزمرد الممرد.. مدورة ذات سريرة -رغم حمرتها- تكاد تفيض حبا من غير تصنع..حينها انفجر تنور عشقي..و الفلك بيننا أساطيل من فيض متقد..نغيب و القلوب أرصعت تدمغ حرفينا فالوجد موشك من غد..رويدك أيها اللذيذ الشديد و المؤلم..إني أراك تلوح فتلجم..فما كنت لأرد روحي زائرة تفد منها إليَّ..فتعود، سفرا بين الذهاب و الجيئة..إذ روائز الحب جوائز من طين و ماء..لا شفط حتى تورم و لا زاغ إذ بَرِم..فالماء بالماء من صلد كالصلصال مبرعم..عذبة أنتِ حين تلقين إليَّ بضع كلمات من رخيمك فأكون المنفوش روحا تجردت من أخلاطها..فلا أُسْقِمت و قد استقامت..تَضُمُّنا تماشيا و انسجاما..تماهيا و اضراما..نارا لا وقودها الحَطَب أو الحَطِب..بل لوعة فشوقا إلينا كلما جاوز الغياب برهة..لا نكاد نقطع الوصال لقضاء مآرب عارضة..حتى يشتد الحنين و يشتعل الشوق..نقول و نقول لساعات بل نصف يومنا جُزِل ربعه إلا من أرباع تُعانق فجرا جديدا..كل ذاك كان حبا، شوقا، وجدا، هياما، صبابة،...أو أقرب إلى وجع دفين..يخرق الأخلاط و يحرق الأنماط.. و يستفز النازغات..الموسوسات فالمهلوسات..حتى جاء خلِّي..يخاطبني بزمجرة و إن بلغت مكتوبة قرأتها مسموعة..تخز جرحي الندي..قلت :" إليكم عني يا قوم و اعتزلون..فإني بذاك الجمر اكتوي بغير نار مما توقدون" انتهى الصاحب و قد فطِن بما أذعن..إذ جَعَلَتْه-و قد سلخت روحينا- مرسال تقريع، فحزِنْتُ لكونه تقمص ما لا يليق بمقامه الموقر، ساعتها ما عدت أتبين منهم ودودا أو لذوذا، تساقطت عني رطبا و قد رجمت روحي بسجيل من عبث، أيها العابس النقي، قد خمنتك شريك اللعوب دون بينة، فلا تحمل علينا يا ابن أمّ، إن كيدهن عظيم، و الصادقون من أشباهنا يكابدون الصوع جراحا لا تكاد تندمل، فالروح رقيقة لا تكاد تحمّل.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.