في زمن غير الزمن، وعلى وقت اللاشيء ، كانت عقارب الساعة المسندة إلى جدار الحياة، تعلن نزول مخلوقات غريبة على الأرض، أطلق عليها إسم الحروف .
مخلوقات جميلة، تحمل من السحر ما يبهر العين ، ويرهف الحس ، ويطرب الأذن .
هي لا تتذكر تاريخ ميلادها، ولا تحتفل بأعياد الميلاد .
ولكنها ذكية وخفيفة، تحلق بسرعة في الفضاء المفعم بالجمال، مذيلة بشتى أنواع الصفات الرائعة من الحسن والبهجة والوسامة والبهاء .
وهي عالية حين تحب ، تناطح السحاب وتنافس النسيم، تطير مع الطيور، تشرق مع إشراقة الشمس، تشع كالنور، وتهب كالريح .
وهي قوية كالعاصفة، صامدة كالجبل، حالمة كضوء القمر، بعيدة كالنجوم ، وقريبة كالأرض .
تتواضع متى شاءت، وتتكبر ويركبها الغرور أيضا . وهي تسعد وتشقى، وتفرح وتتألم وتقاوم وتستسلم، وترضى بالقدر .
وهي تعرف أنها ستعمر طويلا، طويلا ما عمرت الأرض، ولكنها ليست خالدة .
صعب على عائلة الحروف الثمانية أو التسعة والعشرين أن تفترق وإن كانت تشكل الكثرة .
فإذا غاب حرف واحد منها، ضعفت الكلمة واختفى المعنى وظل الكلام ناقصا وغير قابل للتواصل والتعبير .
لذا حرم الخصام والفراق على الحروف الإخوة ، لأن قوتها تتجلى في تكاملها وتآزرها وشد عضد بعضها البعض .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.