خوف من المجهول // محمد بوعمران // المغرب

 

لا يعلم سبب هذا الخوف الذي جعل النوم يغادر جفنيه المرهقتين من شدة التعب،فبالرغم من قضاء النهار كله في عمله المضني في ورشة للبناء، وحاجته لنوم يريح جسده المنهك ،هاهو يتقلب في فراشه يمينا ويسارا، يشعر أن هناك خطرما يحدق به،تسلل الخوف إلى فكره ،وأخذت مخيلته تنتج صورا مرعبة كلما أغمض عينيه مستجديا النوم ،فينهض واقفا فوق فراش نومه ،ماسحا بنظراته فضاء الغرفة ،باحثا عن تلك الصور المرعبة في فضاء يلفه الصمت والسكون ،ويسبح في ليل بهيم ...

توارى التعب وراء الخوف ،وتأهب الجسد لمواجهة خطر متوقع ،وتناسلت صور الشؤم في المخيلة ...

ظل الرجل على هذا الحال حتى تسلل نور الصباح من النافذة إلى الغرفة وحمل معه الأمان والطمأنينة وجعله يغفو ويسلم نفسه لنوم عميق ،لكن سبب هذا الخوف كان هو السؤال الذي حيره ...

قال له صديقه في العمل :

- ربما في البيت أرواح شريرة ...عليك بمغادرته ...

نصيحة زادت من خوف الرجل وشغلت تفكيره وأدخلته في دوامة من التساؤلات المحيرة ...

قال له آخر:

-عليك بالزواج يا أخي فقد أصبحت الجنيات تحوم حولك ...

قال في نفسه:

- فكرة الزواج أفضل من حل مغادرة البيت ...