لا يدري ما الذي يصيبه كلما رآها. ثمة شيء يتجمع داخله لا يستطيع مقاومته، ولا يجد معه بدا من النظر إليها دون خشية ملامة. إنها تعمل معه في مصنع الطوب. وكم صار الفتى يتقن هذا العمل اليدوي بالعطلة الصيفية. منذ أتت قبل شهر وما رأى أحد وجهها. تفرد عليه نقابا حسبه اتقاء للرماد شأن كل البنات، وسرعان ما أدرك أنه يلازمها. وإذا جاء وقت الغداء، تركت زميلاتها وانزوت جهة الباب. ترفع اللثام عن وجهها قليلا قليلا وتتقوت بما معها من طعام. كأن لديها مصيبة جعلتها تهرب من الجميع. كانت بينهم مثل عصفوره وجلة، تخشى أن يتحدث معها أحد. جسمها كعود الخيزران، أما وجهها فهذا ما صار يتحين الفرصة ليراه. ولما تم له ذلك حضنها رغما عنها وعنه لحظة وخرج من الفرن أسرع من الصوت. لقد صار بالجامعة وأراد خطبة سنية. وجد كل شيء فيها كما يرجو ويروم. منتهى الجمال، منتهى الأدب، منتهى العجب، غير أن أمه رفضت أن يخطبها. ولما صار الفتي في عداد الرجال، تزوج من إمرأة تشبه سنية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.