الوطنُ زقزقةُ عصفورٍ يحومُ حولَ عشِّهِ.
المبنيّ على غصنِ شجرةِ كينا .
على طرفِ طريقٍ معبَّدٍ بالطمأنينة.
يَتَحَدَّرُ مِنْ جبلٍ مكلَّلٍ بالغارِ، والهممِ العاليةِ.
الوطنُ نايٌ على فم راعٍ .
يهشُّ بمواويلِهِ على غنمِهِ في المراعي النظيفةِ البريئةِ.
الوطنُ جنديٌ يحرسُ الحدودَ.
وفي وقتِ راحتهِ يكتبُ رسالةَ حبٍّ.
لأمِّهِ، لأبيهِ، لأخوتهِ، لأخواتهِ، لحبيبتهِ..
الوطنُ صدرُ أمٍّ ترضع صغيرها بكل هدوء.
الوطنُ أنْ أتعبَ بكل حبٍّ.وصفاء نيَّةٍ.
كي أنامَ آمناً في سربي، أو في البريّة.
الوطنُ مواويلُ الحصَّادين في حقولهم.
وهمْ يجنونَ القمحَ، والفرحَ..
الوطنُ خيمةٌ عامرةٌ بالإنسانيةِ...
الوطَنُ أمّي التي
ما تعطَّرَت يوماً.
لكنَّ رائحةَ ثوبِها تناديني.
على مسافَةِ آلاف السنابلِ.
ما تعطَّرَتْ يوماً.
لكنَّ رائحَةَ تَعَبِها.
تأخذُني حافياً.
إلى حيث تجني..
ما يصيرُ رغيفاً،
على الحطَبِ المضمَّخ.
برائحةِ العَرَق.
ما تعطَّرَتْ يوماً.
لكنَّ رائحَةَ صوتِها.
هي القصيدة التي.
ما كتَبَتْها الأقلامُ.
الوطَنُ أبي.
الّذي ما تَعَطَّرَ يوماً
إلّا بدموعِ السحابِ.
ما تَعَطَّرَ يوماً إلّا بالتّرابِ المجبولِ.
بدماءِ الشّهداءِ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.