mercredi 15 mai 2024

ومضى ...// محمد لغريسي // المغرب

 

مضى حبها
خيولا سريعة
وشردتني الذكريات
صوبت نابها الأصم،
نحو شعيرات اللهفة
ودمرتني ..
و مضت
غاضبة كما ترحل
قوافل الرسول .
سهما نازفا كان الشوق..
كأفعى الجبال.
كل حالي.
.....
مضى حبها
تبدد صخب الشموع الضاحكة
جفنا لغروب ناشر
كان الألم!
وددت أن أبلل شفتي
بالبنفسج..
لكن أمطار ي القليلة
صدئت..
وذراعي بين موج عاصف
وملح صاعق
تعثر.
..............................
مضى حبها سريعا
وشردتني الأمنيات
خارت ساعدي
كما تنق ضفادع الضاحية..
والعقد الفريد على حين غرة
تشنج..
وأقراط الغزال
صارت معاقة
كما تتهادى
الصحراء .
.....
شب الحريق يا فؤاد
حول
حرائقي
و الجفاء أينع
بابا موصدا ضدي..
و الجفاء ..
شج بمطرقته رأسي
ورمى الحزن معاطفه جبالا
على
حقائبي
التعيسة.
.........................
سأنسى..
تبا لمساحيقك،
تبا لأنفاسك الباردة،
تبا لك..
فأنا سبيل
لسبيل جديد..
أنا خطوة تحث خطاها،
تبا..
سأبحر مرة أخرى
نحو لب وقت لا يبكي.
باحثا
عن خلايا جديدة
وفي اليدين
جوقة أعشاب.
.........................
مضى حبها ..
أقصى من الغم،
أقسى من العبث..
كانت الطلقة!
تركتني الضفاف يتيما..
شنقتني حواجب الهلال..
ياهذا..
وطردتني
كقط
منهك
لا يدري الطريق.
......
مضى الأمر ..
خيولا مسرعة
وشردتني
المسافات..
بحثث
في البرق عن ماء
بحثت في الإيقاعات
عن مناخ
لكن الشظايا
كانت تنتظر حتفي ..
وسط المدارة !
....................
مضت ..
و في نصف رمشة،
انهدم الركح،
وتحطمت السواري
شاخت ورقة التوت
الأخيرة
وشردتني
في
دمعتين
كاملتين.
.......
كنت أعتقد ان في الخيال
نونا يرافقني..
كنت أظن
أن في الوهم
سينا يضمد جرحي..
لكن يومي :
غدا
غمامتين
قاتلتين.
....
اسمع..
أيها المعذب -المعذب،
اسمع ..
أيها المذبوح
كشاة المواسم
تضرج بخيبتك..
كما يحلو !
الحقول المنكوبة:
أوانك المقبل!
وفصلك الشتوي
تمنطق خنجره..!
....
وشردتني
الفساتين!
كشفت عن ساق خديعتها
يا سيدي..!
كأنها نزوة شيطان!
.....
والمجازات التي كنت أصوغها
من مخ لحمي
ونخاع عظامي ..
توقف عزفها!
.....
وخد الزعفران
قصفني بالخذلان
و البهاء الذي كان بلحا
طريا
بين اليدين
خاف من حفلته المرة
وشطرني خريفه
وشتاؤه
إلى
نصفين.
....................
تركتني..الشقية
أتبتل بأشعار الخنساء
وحدي
ألجأ
إلى صورتي
التي انصرفت
وأمامي:
لحية المسيح مخنوقة
و كلماتي
تترنح..
.............................
آه.
آه..
يا ابن الهموم
ضاعت قبعتك
وسط
الهرج
انتحرت سيقان القرنفل
فر الوميض
خلف خيبة مرة ،
تاهت البوصلة..
خلف
الحدائق.
.....
مضى حبك خيولا خادعة..
فتشت عن رعشة
مثلك!
وأنثى مثلك !..
فما عثرت..
آويت إلى الأطياف
فأوجعتني
الأسهار..
كلها !
دمرني المحار الملعون
من حد
الهامة
إلى حد
الإبهام..
.......
سما
جسورا
يا فؤاد..
كانت الثواني،
غما ..
كانت الأشجار حدجا ،
سرابا
سربلني
من ألف
إلى ياء.
...........................
مضى حبها،
فارحل..
ارحل يا حبيبي
اترك خواتمها للساعة
ترجل
عن سلالمها
لا وقت للمنافي
يا أخ: الشيح
لا تجزع
يا جار: المزامير.
لا تجاعيد لصوتك بعد الآن..
خذ غلتك الاستوائية
وانطلق..
بع زفرتك
لمعابد الهندوس ..
وغن..
كن ..
يا عاشق اللهب الجميل.
.....
مضى حبها،
أطلقت الغنيمة
جناحيها
للردى
ورحلت
وشردتني!
صرت أعالج ليلي الطويل
بقافيتي
وتعاستي
وحدي،
و فات ما صار..
لاذعا..
وشردتني.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.