dimanche 26 mai 2024

مراجعات // عدنان يحيى الحلقي // سوريا


أتى الأمرُ، واريناهُ، بانت معالمه
مَعَ الليلِ، وانهالَتْ علينا غنائمُهْ
يُجافي غدي أمسي فأُمسي على أسى
فأنسى بأنَّ البيْتَ رَقّتْ دعائمُهْ
نَديمُ الصَّبا حسّي متى عانَقَ الرُّبا
و راحَتْ مصابيحُ الأعالي تُنادمُهْ
أداوي جراحاتي بأهدابِ ريشةٍ
أتاني بها طيرٌ، ذُرا الحبّ عالَمُهْ
طَهورٌ يطوفُ الأرضَ، يروي جفافَنا
ويُغني إذا غنّى، وَ تَصفو نسائمُهْ
متى غادَرَتنا الريحُ، نشتاقُ نوحَها
و هل يؤنسُ الشّباكَ إلّا حمائمُهْ
فراقٌ قضى، و القلبُ عَينٌ تعلّقَتْ
بأطياف أحبابٍ، وَ لُقيا توائمُهْ
رسومٌ تواسينا، على كَفّ غيمَةٍ
أناشدُها غيثًا، تداعَتْ مواسِمُهْ
سلامي على ليلٍ يُجَلِّيهِ جَمْرُهُ
وَ يَفْتَرُّ عَنْ روحٍ يُحَلِّيهِ عَلْقَمُهْ
عَبَرْناهُ جسرًا ظلمةً بعدَ ظلمةٍ
وَ ظَلَّتْ لَنا ظِلًّا ظَليلًا مكارمُهْ
أُواسيهِ إذكاءً لذكرى تَجَذَّرَتْ
و هَلْ يُخْطِئُ الرّبانُ، والحِلْمُ حاكِمُهْ؟
كثيرون مَنْ يرمونَ أحمالَهَم على
مجازاتِهِ الغَنَّاء، و الغيْبُ مَنْجَمُهْ
يريدونَهُ الصُّنْدَوقَ حفظًا لِثَرْوَةٍ
تُثَرْثِرُها الأيّامُ، و الأصلُ طَلْسَمُهْ
وَ ها نحنُ في بحرٍ على ظهرِ مركبٍ
تداعى عليهِ البَيْنُ موجًا يلاطِمُهْ
و مِنْ حَوْلِنا الأقلامُ تَهتَزُّ كُلّما
تحرّقَ نَجْمُ البالِ، شوقًا يُقَاسمُهْ
تُسَطّرُنا الأسفارُ رَهْنًا لِهَجْعَةٍ
مُقَدّرَةٍ، في جوف مَوتٍ نُزاحِمُهْ!








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.