" رحمك الله يا أبي. قلبي بعدك كدمات "
يا حبيبي
هل الطقس هناك راكد
أم ساحر..
والنائمون الذين انصرفوا خلف الهلال
وهم يلتحفون أبديتهم
كيف حالهم
كيف منازلهم ؟
..............
والطريق إلى أين تؤدي..
يا أبي
والدروب الملتفة كطلع الشيطان
اهي ذلولة
أم عنيدة؟
و المناطق التي تحرسها
عناية الرحمان
قربك
أهي: ذات المناطق هنا .
والأهل الذين رحلوا..
و رسموا على وجهي أقفالا
ومحطات ..
ذات ليلة طويلة،
والأصدقاء
الذين غادروا إلى اقصى
ركن ..
ثم أسلموا الروح للتلاشي
المر
أعثرت على بابهم ؟
................
قل لي يا أبي ..
هل استأنست بالحشد
بين الجلبة
والسكون؟
وجلباب السلطان الذي اشتريته
من "سوق الغزل"
أضاع بين قبضتيك ..
أتبدد ت المروج من حواشيه ..
أغدا رثا كالقبائل ..
و نغمات "الدف" التي كنت تلبسها
وتلبسك
أهي كما الحال سعيدة
بهيجة!
قل لي إذن..
قل لي هل اهترأ النشيد ؟
وقل الإيقاع..
وأغنية "أمازيغ" التي تهدر بالمجد
والشبق الساهي
والوشم الطاغي
أما زال رنينها يلجأ إلى سمعك
كأسرار السنونو.
قل لي..
أتضحك شفتاك هناك
بين
قطع الردم
وأجزاء الرمل
شاردا وحدك؟
شاردا وحدي..!
أم استوحشت الصمت
و قلبك الذي كان خمائلا
خبا
وانطفأ؟
...............
و الأرض التي زفرت
ونفرت..
كيف هزمت مهرجانك الكبير ؟
كيف ابتلعت أنفك الراقي؟
كيف اختلست من البرية هيكلك؟
وفي عيني :
دمعتك
وفي داخلي:
جوارحك
وفي بالي: ألف مسألة
...........
والسماء التي أويت إليها
ذات جمعة باردة
بلغني ..يا سيد الحب!
أبها بحار
تليق بمقدمك
أبها سنابل
مثل ضحكتك؟
أبها ألق شيق
مثل
حاجبيك؟
يا شهما..
يا حبيبي
كيف ابتلعت المنية رقمك؟
كيف دك القدر أبراجك ؟
ثم حولها إلى ندف
ومزق..
قل لي يا حبيبي
قل لي..
هل الفصول في الضفة الأخرى
ربيع
و مرح!
ومزاجك الذي كان ينط
كخرير نشيط
هنا ..
فوق الأرض الاولى
هنا..
هل احتفظ بطراوته السالفة كذلك.
والوحشة الدائمة
الرجيمة!
أتشعر بضنكها الثقيل الآن ..
وأنت:
في الصمت مثلي:
سيقان جامدة
و أفق مهموم
...........
يا أبي
يا جوهر الجراح كلها!
كيف أراك؟
أي مفتاح يفضي إلى بابك؟
أي الجنون أرتديه
كي أسهر معك.
أي "براق" يصلح
كي أرفرف نحوك..
كي أجد: شيئا منك :
كلاما موزونا
بعضا من عمر
وعمق.
كيف..
وجسدك الراسخ
الذي تجلى ذات أيام
كسارية اسمنت
متينة
فجأة ضاع!
هل قضمتها الأتربة.
هل ابتلعتها لعنة الرطوبة.
و رمت بها
نحو
جرف
بعيد!
............
وأنت..
أنت..
يا أمير الحب العالي
أما زال خنجرك الفضي متأهبا
أم خبا مخلبك..!
وأحلامك
التي كانت أعلى من
الأعلى
أ أزهرت..؟
والتسابيح التي داعبت
لحيتك
وهي تهذي تماما كصبي..
و"كتاب الله : الذي كان يميل إليك
هل تشرب الآن
من توته الرفيع.
وأنت بين رحمة
وفردوس..
قل..؟
أجبني..؟
تحدث إلي! ..؟
...........
يا أبي: كيف الدنيا بعدك
كيف مذاق الأرض ،
بعدك!
كيف حزني وقد أينع غابات،
بعدك..!
كيف سعادتي
وقد قصم وحش الكهوف ظهري ..
وظهرك
كيف ..
أنا اليتيم
بعدك!
أنا التائه توا ترا..
بعدك !
...............
أتدري
ماذا حل بي..
يا أبي؟
تغيرت أحوال كثيرة،
بعد الرحيل !
مات..
الإمام المقيم ..
ماتت..
ظلاله الخضراء حول الرابية!
جفت آمال و أنهار عديدة
تبخرت أمطار
وجداول
مات ..
الحكواتي الذي كان يسعدني
ويسعدك !
مات الموال..
ماتت الأسواق ..
ماتت الأعياد كلها..
مات الحمام "الطوبي "
مات المغني الجامح الذي أطربك..
ماتت اللقالق
التي كانت تؤذن فوق الصومعة
هاجرت التغريدة أوراقي
ثم شدت رحلها
إلى قاع
بهيم .؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.