mardi 28 mai 2024

اضطراب ( قصة قصيرة) // أحمد البحيري // مصر

 

كان الشيخ فهيم عائدا من المدينة ذات ليل شتوى ثقيل. إنه ملء السمع والبصر بالقرية من أدبه الجم وحيائه الذى يشبه عذراء فى خدرها، وبعدما وقف طويلا دون مرور ما يقله عزم على المشي، وما هى سوى بضع دقائق ولمح سيارة (شيفروليه) تقف أمامه، ورأى امرأة تخرج من فوهة شارع محازى ثم سمعها تسأل

( مروح يا اسطى)_

  (أنا مستنيكى)_

وركبت المرأة بجوار السائق وأسرع الشيخ وركب بالصندوق دون أن يشعر به أحد. الصقيع يجمد الأطراف رغم أن السيارة تسير بمعدل أقل من سرعتها بكثير وفي خط غير مستقيم ، وكلما شعر به الشيخ أكثر ازداد التصاقا بظهر الكابينة ليتقيه، عيناه تنظران لأرض الطريق كمن يراقب سرعة السيارة، ثم تصعدان إلى السماء ليلاحق ذاك الرذاذ الدقيق الذى يسبق المطر. وحين تأكد أن السيارة تتباطأ أكثر فأكثر، نظر من خلال الزجاج فإذا بالسائق والمرأة قد قاربا الوطء. شعر الشيخ بالخوف لاحتمال وقوع حادث، ومع ذلك لم يمنع نفسه النظر حتى رأته المرأة ووقفت السيارة. نزل السائق غضبانا يريد الفتك بذاك الراكب دون علمه، ولما عرفه سأل:

منذ متى وانت هنا _

_من أول الخط  

هى التى كانت تهم بى وأدفعها _

بل كنت تمد يدك وهى تبعدها

هل تعرفها يا مولانا؟ _

_لا، لا أعرفها.

 فى هذه اللحظة اضطرب الطقس وحط المطر كالسيل، وانقطع طريق القرية الترابى، وأكمل الشيخ درب عودته رغما عنه مشيا على الأقدام

ملحوظة: حكى الشيخ فهيم أن السائق عاش سبع سنوات بعد ذلك يصلى خلفه مباشرة فى الجماعة، وما رآه بالشارع إلا طأطأ رأسه ونظر للأرض.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.