vendredi 6 octobre 2017

رفيقتي الوفية // فادي سلامة // فلسطين


ها أنا كعادتي وحيداً مع رفيقة دربي الوفيّة، أقبْلها طيلة ساعات يقظتي، أحملها بأصابعي الرقيقة وأرفعها الى شفاهي الجافة، فتنزلق بين شفتي وتشع حياءً كلما قبلّتها
أصدقها حين تخبرني بأنها مستعدة للموت لأجلي، مستعدةٌ بأن تضحي حتى آخر رمق في حياتها من أجل إسعادي،فهي وفيةٌ دائماً كما عهدتها وكأننا خلقنا توأمين وسنبقى سوياً حتى النهاية
تلبي دعوتي للرفقة كلّما دعوتها، لا تتأفف من التوقيت أبداً ولا تتأخر في تزيين نفسها كالنساء أبداً ، وتُقْبِلُ دوماً بنفس الشغف كأنه لقاؤنا الأول. إنها حقاً عاشقة لن تجدها إلّا في الأحلام، فهي تلبي دعوتي كلما كنت وحيداً أو مكتئباً أو سعيداً لا فرق عندها طالما كنت أنا رفيقها
ترافقني طيلة نهاري وعند الليل عندما أطفئ أنوار غرفتي في طقوس رحلتي إلى حلم جديد، لا أستطيع أن أقاوم إغراءها ورغبتي في دعوتها للقاء أخير قبل النوم. فتأتيني بسعادة ووجهٍ مضيء غير آبهٍ بعتمة الليل أو تأخر الوقت، لا تكترث إن كان البرد قارساً أو كان المطر يغسل الطرقات. إنها دوماً تأتي ولم ترفض دعوتي يوماً
أراقب نور وجهها في ظلام غرفتي كلّما قبلتها وأشعر بروحها تسري في جسدي لتستقر في قاع قلبي وشراييني وعلى جدران صدري لتطبع صورتها
أحبها كما تحبني وأقتلها كما تقتلني ولكن الفارق البسيط انها تقتلني ببطء أما أنا فأقتلها بسرعة وحياتها بين 
أناملي قصيرة وأدفنها في منفضة السجائر

******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.