خيلُ الخريفِ تجولُ في أَعماقي
وعلى التُّرابِ تساقطتْ أَوراقي
ذهبتْ ثماريَ للبطونِ وأَصبحتْ
أَعشاشُ طيري موطنَ الوقواق
ظلِّي تلاشى وانمحت آثار ُ من
غمروهُ في الأَغساقِ بالإشراقِ
وسَقوْا جذوري من سحابِ خيالِهم
عذبَ الكلام السَّاحرِ الرَّقراقِ
فيضُ القلوبِ الوالهاتِ،على اللّمى
تتلوه عطراً أَلسنُ الأَحداق
السَّاهرون َ معَ النُّجوم نوافذًا
زرقاءَ جلببَها سنا الآَفاقِ
دارت بها الكأسُ الدّهاقُ بكلِّ ما
به لذَّةُ السُّمارِ والعشِّاقِ
تلكَ العناقيدُ الثِّقالُ تكشمشتْ
فتراعشتْ في الحانِ كفُّ السَّاقي
وهوتْ على جذعي الفؤوسُ شفارُها
أَغمادُها حفرُ اللِّحاءِ الواقي
قُطِّعتْ واقفةً وأَلواحاً غدا
ذاكَ القوامُ ،تُباعُ في الأَسواقِ
منها أَثاثٌ للبيوتِ يُصنعُ
وإلى توابيتٍ يصارُ الباقي
والكلُّ لا ريْبَ الرَّمادُ مصيرُه
فتوالدُ العنقاءِ منْ إِحراقِ
*****
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.