jeudi 5 octobre 2017

من أفكار "يوليوس" والآخرين..// عبد الفتاح النفاتي // تونس


تَنَاوَلْ دَمي و أَنْتَ تَزُّفُ الخِنْجَرَ
إلَى صَدْري
كَمْ أَحِنُّ إلَى رفْقَتكَ المَاضيَةُ
وَ نَحْنُ في بِلاط القَصْرِ
"حتّى أنْتَ يَا بُرُوتس"
يَا منْ إليْهِ كُنْتُ أُسَلّمُ
كُلّ أمْري
و الآنْ همُ تجَمّعُوا لقتْلي
و تَشَاوَروا
منْ يبْدَأ ومنْ ينْهي
لأنّ الضحيَةَ ملكٌ
و آداةَ الجريمَةِ قدْ تُفسدُهَا
النَارُ أو الرُمْح
ليْسَ لي سواكَ
فكَيْفَ مزَجْتَ مجْلسَنَا
بالغَدْرِ
هلْ نسيتَ يَا رفيقَ درْبي
كمْ حَرْبا
و كمْْ حلْفا
و كمْ رباطا
على نخْبِ النصْرِ تكَسَّرْ
إقْتربْ أكثرْ
لكيْ تنجَحَ فرْصَتُكَ الاخيرَةُ
و كنْ دقيقًا في الرمْيَةِ الحاسمة
كيْ لا تفْلتَ روحي
فأحْيَا ثانيةً
من دمكَ و أزْهرْ
قدْ أمُوتُ و ينْتَهي
عَرْشي
فهلْ سألْتَ مثْلَما تساءلْتُ
من المغْدورُ
بعْدي
القاتلُ مَجْهُولٌ
ربّمَا أنْتَ
أوْ أحدُهُمْ
و ربّمَا الآلهةُ منْ تكفلَّتْ
بالأمْرِ
ليَ طلبٌ أخيرْ
لوْ سمَحْتُمْ
و أخَرّتُمْ الموْعدَ
و أرْجَعْتُمْ السيْفَ للغمْدِ
أريدُ أنْ أحْيَا لعَشْرِ ثوَانٍ أخْرَى
و أُفكّرَ من ْ جديدٍ
كيْفَ أريدُ أنْ أحْيَا
تنَاوَلْ دَمّي
و سأرْكَعْ
لأنّكَ شريكي في الحيَاة
و الموتِ
و شريكُهمْ في القَتْلِ
لنْ يُعّمرَ البُكَاءُ على جسدي
طويلا
و لنْ أدْفَنَ خارجَ الحديقَةِ
سرٍّا
فكُلُّ جُرْمٍ
و أنتَمْ يا بُرُوتسْ
و انتُمْ بلعْنَةٍ مني
و منَ القَدَرِ.
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.