mercredi 11 octobre 2017

لم أكن ..// هادي عاشور البصري // العراق


لم أَكنْ سوى ذلك الأُفقِ
الهاربِ في جوِّ الصَّحراء
انغلقتْ بوجهي خطوطُ القوافل
فانسحبتْ خطواتي 
إلى قعر غورٍ بعيدٍ
تشابكت فيه حكاياتُ
ليالٍ طوال
خلدتْ فيها ذاتي
إلى سكون الإصغاء المتلاشي
على وشاحات التأَمِّـل
لم تكن تفرز طواحينُ الرِّيح
على جانبي
حفنةً من هواء
ولا النُّور يهتدي
لمواقعِ النُّجوم
لم تكن غايتي الخلاص
فأَنا إلى الآن لم أَمنى بهزيمة
كنتُ أُغري حواسي
بضخِّ نبضِ اللَّـمعان
أُحرِّكها تحتَ فعلِ البصر
وأَقتلعُ من أَمامها
العيونَ اليابسة
أَصنع من الغبار زهرةً
وأَستقطر من السَّراب ندىً
وأصنع من محجرِ دميةٍ براءتي
عينا لها بؤبؤاً وأَهدابا
يدغدعُ رفيفَها
اللياليَ الناشفةُ
ليقفزَ الحُلمُ من منابتِ عذارِه
أَفكُّ عن خصريَ
طوقَ الجليد
بحرارةِ رؤوسِ أنَاملي
لأَنفتل بشعاع الشَّمس
متوسِّدا ضفافَ المياه الدافئة
التِّي تطلُّ على أَعاليها
..عتبةُ الحب
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.