lundi 16 octobre 2017

الريح والتراب والأنا ..// عبد الفتاح النفاتي // تونس


لنْ تُفْلتَ بِفعْلتكَ 
قالَتْ لي ريحٌ آتيةٌ منَ الغرْب
حَيْثُ تَوَّجَتْ هُنَاكْ 
خليفةَ الارْض 
سَتُرْجمُ يا كائنَ الصَلْصَالْ
و تُرْدَمْ

لمْ يكُنْ في الحُسْبانْ أنْ أحْيَا كُلَّ هَذا الوَقْت 
حتّى أحْلامي القليلة المَفْروشَةُ
عَلى رُخامِ البيْتِ الطيني 
لمْ تسْتوْعب أن أكونَ أنا 
حَاجزَ الحياةِ أمام الحيَاةْ
صبيٍّا،رجُلا ثُمَّ ناطقًا بإسْمِ الجُنونْ
آهٍ يا أُمهاهُ أحْسُبُ الدقائقَ
لأكْبُرَ بأكْبَرِ سُرْعةٍ ممْكنَةٍ 
فَجْأةً يتوَقَفُ قلْبُكِ
منْ دونِ إشْعَارٍ
منْ دونِ مُرَاعاةٍ لقواعدِ الجوارِ
ألسْنَاَ يا موْتُ جيرانَكْ

لمْ يكُنْ في وسْعِ القصيدَةِ أنْ تعيشَ مرْحَلةَ ما بعْدَ صفْر تكوينْ
و إلا كَانتْ في نظرِ الشاعرِ
إرْهَابًا في شكْلِ نصّ مُقدّسْ
إنَّ القصيدَةَ ليْسَتْ سوى طُفْرَةَ
البدائيّ الأوَلْ
وَ قطْعَةَ المُوسيقيّ الموْبُوءَةِ
في كُلّ جَسَدٍ
لذلَكَ فعلى الأرْجَحِ منْ سيَقْرَأُ
إنْكسَارًا منْ إنْكسارَاتهَا 
هُوَ الآخَرُ سيُصَابُ بنَوْبَةِ إلْحَادٍ

لمْ أعُدْ....لمْ أكُنْ قَادرًا 
لأحَطّمَ صَنَمَ الشعْرِ
بكُلّ ما فيه منْ كيمياءَ مُعقَدّةٍ
لَقَدْ نَامَ كُلُّ إخْوَتي 
وَ نَامَ كُلُّ رُوّادِ النَهْضَةِ الجُدَدِ
وَ تَمدّدَ الأميرُ السعيدُ
علَى فرَاشٍ منَ الذَهَبِ
بعْدَ أن أكَلَ وَ شَربَ وَ سَمعَ
كُلّ الأرْضِ تَهْتفُ بإسْمهِ
حتّى الكَواكبُ البعيدَةُ حفظَتْ
الدَرْسَ

يَا سيّدَتي، خَمْرٌ لمْ ينفَعْ
سجَادٌ على اليمينِ
وَ آخَرَ على الشمالِ و لازلْتُ أحْتَرِقُ
ضَوْءٌ،شَمْعٌ،ردْفٌ،خصْرٌ
في أشَدّ العُتْمَةِ عُتْمَةً
لا شيْءَ لِيَصُدَّ أكْبَرَ أسْئلتي جُبْنًا
هَلْ أنَا حقا 
ممْكنٌ أنْ أكُونْ؟

*******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.