لا يعتصر من الألم أفكار صائبة أو ترصع أحرف جواهر ودرر أخاذة أو تصاغ تعابير بليغة يهتز لها الفؤاد طربا ، و يفيض بها وجدا طعمه الأدب ، إلا في أحضان الطببعة وأنت تنعم بكل قواك العقلية والجسدية ، فلا مغص يثنيك ولا نصب . إلى حيث الخلاص من الهم اليومي وحيث يستحيل الأسى إلى سلوان لا ملل يشل ولا تعب ، والخواطر جدلى ، هذه ترفرف نحوك متزاحمة وتلك تتطلع متلهفة و أخرى بالشوق تشرئب . أو تستغرقك الوحدة في سكون الليل أو في محراب القرطاس والقلم ؛ لا ضجيج يلوث مسامعك ولا لافت يربك إدراكك ولا صخب . وحلق إلى الخيال على أجنحة الانزياح إن كنت سباحا ماهرا فزيف ألفاظ كثيرا ما يخلب ، إياك بنزول متهور وأنت فاقد بوصلة تمييز الألفاظ وأين تسوقها وفي لجة المعاني تنقلب ، والكتابة هاك الرحيق بشهي المعاني وعمق الدلالات وسحر الصور والإشارة متى فاقت العبارة فعين الصواب ساهرة ترنو إليك وترقب ، وبنات الأفكار منتشية والمشاعر عن أكمامها تتفتق والأرواح لعبيرها تنجذب ، وقل لليمنى هاتي ما عندك فالذاكرة طوعى والبلاغة منحنية والمزاج مرتاح والذهن صاف متأهب ، للإفصاح عن وجدان ينبض بالحياة أو يضطرم بانفعال سره أن يعرب ، لا تراود الأفكار وهي نافرة ولا المشاعر وهي كارهة فالود لا ينال بالغضب.
*******
تعابير وأحاسيس راقية نابعة من قلب أروع
RépondreSupprimer