vendredi 28 septembre 2018

كنز الذكريات // محمد عبد القادر محجوبي // الجزائر

حين أستجمع وجومي على طرفي شموع ، أعانق خيط الحنين المجنون . 
أجلب مرآتي من وجه صديقي القديم على مفترق العمر الذي لا يزال ينهل منا صفحاته المتحركة على أقفاص تجربة تشعبت فيها آثار المشي وعرق الليل الكؤود . 
صاحبي أو صديقي أتفحصه تجاعيد خصبة بسحنات تغمز ضوء السنين . تفاصيل الطفولة وهي ترفل أعراسها القديمة . كانت أعراسا تذوب على عناقيد العنب وعلى لذات التين المتورد . وعلى خدود الرمان المتشبع العشق .
وجه صديقي مرايا عمرت بي طقوسا للثمل النسائمي .
وجه صديقي يتريث وهجي الماطر فتشرق بي سبورة المكان وتبلج تفاحة الزمان فجرا يواكب فجر القلب القديم .
فأتوخاه صديقي أن يبعثر الصناديق المورقة . وعلى ضلوعها تتماهى شجرة السنديان التي تهيم من رائحة حنيننا المعتقة الطين .
في هذا اليوم تداخل موج الماضي أعجوبة التفتق من عمر ، وعلى رحاب المقهى استحال خوضنا في التيه الدسم موسما لخريف يرخي ظلال الأنس على شرفات الحكي العميق .
ومن هذا اليوم اخترقت وجه صديقي المتواطئ مع الفرح ، فتناثر من جذع الزمان طلسم الغربة . 
ونحن على بستان الزوال نعاود مهرجان فراشات قديمة كانت تغني أحداقنا البريئة أغنيات ليست كالأغنيات .
******


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.