dimanche 30 septembre 2018

عاشق الورد // عبد الله اللمتوني // المغرب



ياحامل الورد الندي هلا تذلني على بائعه ؟ أجاب : بائعه يا سيدي داهية التجارة ترديه ، فمالكه لا يقيم وزنا لمتعة الوجدان ولا لسحر الأبدان ، يغنيه عن ذلك ما يسديه له من خدمات ومال في الأوان .ثم أردف قائلا : الورد ياسيدي ألوان واشكال وقامات وقد وقوام ، وفوح لا شيئ في الكرم يضاهيه ، ولا في تغيير حاله من يدانيه ، يتحلى ليلا بالندى ، تيجان بلورية تخطف الأبصار في المساء ، وتذرفها دموعا في الصباح على إهمال قد جثا ، ولا يهتم بزينتها مالك في لجة النوم ارتمى ، فهل انت يا سيدي من عشاقه ؟ قلت : ألوانه تسحرني والروح ظمأى تتماهى به وتفتنني ، وفوح الشذى في اعتقادي لا يؤتى إلا من أكمامه ، كريم جواد ليس له في عرف الطبيعة محاباة تدنيه . لا الفقير محتقر في سننه ولا الميسور مبجل في رياضه . الناس سواسية في شريعته يحظى به من يحتضنه ويحظيه . قصدت بائع الورد ورواده كل في لون يشتهيه ، وكل في حيرة من أمره ، كلما ملت ببصرك فتمة عاشقة في تودد ترنو إليك ، توشحت بألوان الزينة بما يغريك ، تتبسم بثلاتها مفترة عن ثغر جذاب يسليك . والمارة بمحاذاتها في ذهاب وأياب ولا من يبالي بجمال الطبيعة في ريعانه ، المنسجم في بنيانه ، المتناسق في ألوانه وأشكاله ، إلا بحوراء الطرف إن بدت أو بعيدة مهوى القرط إن طلعت أو بجيد الرئم إن طلت او عيون المها للأنظار لفتت ، واهم ان يظفر بجمال الروح والجسد كما الطبيعة فعلت ، ولا يهتم لقوانينها كيف تسري في الكائنات ولنظامها سطرت ، كل يمضي قاصدا إلى غاية تلهيه ، ويعمى أن يرى سحر الحسن منتصبا في استعراضه ، مصطفا مزهوا بمحاذاته ، فعين الجهالة عن الخير طميسة ، وللجشع شرهة هلقامة ، فأين بنو الإنسان من طبيعة ليس لها في التواضع شبيه ، تستقبل الزائرين بعفوية وما في مكنونها تبديه ، لا مساحيق تبطن غدرا ولافي نيتها تمويه . هلا حذونا حذوها وما ضرنا إن نطرد التصنع ونجافيه . فلا خير في إنسان حريص على المحاباة وفي ضياعها مأساته ، لم لا نكن كالورد بالروح جوادا وبألوانه فتانا وبرمزيته أعلى مقاما وفي كل المناسبات عنوانا وسره من الجمال يستقيه 
*******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.