jeudi 30 mai 2024

ظلي سليل الأطياف // محمد محجوبي // الجزائر


حين صباح
ولا شيء غير شراع جامح
يشق أضلع التيه
والصمت صمتي مطرز القهوة على جنبات مزركشة الدخان
حين هطولي المبجل
أقطف من رسائل الشعر
زهراتي المتبرعمة من ليل مشموم
كما وأنني حريص
أن يتقمصني موج بحري الهارب في الفصول
وأن يتلبسني نسيم حمام وعبير
قصيدة من حبور وذوبان
يراجعني دلالها المتموج
لأضيف لها نبيذ العتق
يتريث نهرنا الراعش
لحين التملي
فتنتفض زروع صباحنا ثمالة في شمس تتمايل خيوطها من فيض وثوران
وقد نضج الزمن شهيقا به نزدان .








لسيدة مبجلة ...// محمد لغريسي // المغرب

 

أمي.. باب أفتحه
عندما يسعل التوقيت المخصي
بسوء،
روح تجود علي بروحي،
أغنية خلاسية أتوق إليها
وأنا..رسول "اغريقي"
يوحى إلي بكتاب
بين جبال
وأيام..
أمي..
لامكان لي في هذا السديم ..
إلا المنزل الذي تنزلين فيه.
لا موسيقى أستحم بها..
إلا رنة دماليجك الفضية
إذ تناغي أشواقي..
لا بلورا يضيء..
إلا البلسم المشع
من أقراطك الموريسكية ..
لا امرأة ..
فوق هذه الأرض
تستهوي المزاج يا زعيمتي الغجرية.
لا أنثى ..
تغرد بالإغراء الذي أحبذ..
سوى..
ظفائرك اليمنية.
أمي
وهي تشمر عن أكمامها
ترتعش ..
أشباح
وأشباح ..
يخر المسدس ملعونا إلى غمده!
فتخضع الأحزان.
أمي..
لا قطران يلوث قارورة عطري..
لا أصفاد تكبل عمودي الفقري،
لا لقالق تهجر الكنائس!
وأنت يا خنساء
قربي..
تمدين لي حبل المدد
والود.
أمي..
عندما أدنو منك
يأتيني النبيذ..خاشعا
أنتحر في اللامعقول..
أرتدي ما يرتديه الأحمق
والمجنون.
أمي..
وأنا خامد مثل طلقة بندقية
أحضر قرب الوشم
المنسدل من أنفك الباهض- الغالي
فتشتعل صبابتي
نحو تلك الأقاليم:
يا كأس شاي كملاك !
يا قطعة شعير كحلوى!
يا ضحكات كالأساطير
يا دارا تتوارى كسعال شتوي!
وأنا ..
كعنكبوت..فقد مخالبه
أتذكر.. ما ضاع من آيات الشيخ
ورواء الوريد
أهب لأشد الوثاق
لكن قدمي تذنب!
فنجاني ينقلب..
دمت..
سيدة مبجلة.
دمت ..سنديانة.
رافقك العز كما أمير وظله.
دام المقام.. ما بعدت
سماء عن غيمتها..
سيدتي..
قدسك المجد !
أمي رفيقتي:
عندما يكل الساعد!
صديقة..عندما تخونني الوقت
والطريق!
حبيبة..
لما تتربص بي دموع التماسيح!







لحظة طيف // بوعلام حمدوني // المغرب

 

بكف المستحيل
ألملم شتات
وهم اللقاء
و الشوق إثم
نبض يمزق
فراغ الإحساس
من بوح كلمات
تختفي خلف
جبين متاهات
تراقص ذات سطور
عتبات حب
يسكبه ضوء القمر
على نفثة عمر ..
و العمر
في عيون السراب
أسرار ماردة
تلتحف الصقيع
وتدير دواليب ..
الزمن المنحرف
وشاية رماد
يضرب خيال الشفاه
و رحيق النزوة
يروض ..
طيف لحظة
تكتوي بوهج الضلوع
ينساب ..
لا إراديا على تلال ..
النعومة
فتغرق المسامات
في صهيل ..
كقائد ملاحم الاجتياح .
شبح غامض ..
يتعرى من إزار الليل ،
يقود مفاتن الرعشة
للغرق في نور القمر
و لا لهيب يدرك
إعصار الهذيان
من أشلاء ..
حلم يتأوه ..
صدى دفء
بطقوس الانشطار.








ذات مساء // نجاة دحموني // المغرب

 

ذات مساء
حلقت عيناي في الفضاء
وسط السحابات رأيت حواء
بملامح أناقة و بهاء
على يديها نقوش حناء
ألق النجوم كان لها الكساء
حركاتها تحد و إيماء
عبق أنفاسها ملأ الهواء
و هي مسترسلة في الغناء
بنبرات صوت جد هيفاء
كادت تكون صماء
إلا لمن قلبه نقاء ،
دينه غيرة على الإنسانية جمعاء
مع الوفاء و حاء و باء.
أتكون ملاكا من السماء !
جاءت تبشرنا بتحقيق الدعاء:
سلم و أمان يعم كل الأنحاء
نهاية الرياح الهوجاء
من غدر و غلاء و غوغاء،
و من قدسنا إجلاء الأعداء.






mardi 28 mai 2024

اضطراب ( قصة قصيرة) // أحمد البحيري // مصر

 

كان الشيخ فهيم عائدا من المدينة ذات ليل شتوى ثقيل. إنه ملء السمع والبصر بالقرية من أدبه الجم وحيائه الذى يشبه عذراء فى خدرها، وبعدما وقف طويلا دون مرور ما يقله عزم على المشي، وما هى سوى بضع دقائق ولمح سيارة (شيفروليه) تقف أمامه، ورأى امرأة تخرج من فوهة شارع محازى ثم سمعها تسأل

( مروح يا اسطى)_

  (أنا مستنيكى)_

وركبت المرأة بجوار السائق وأسرع الشيخ وركب بالصندوق دون أن يشعر به أحد. الصقيع يجمد الأطراف رغم أن السيارة تسير بمعدل أقل من سرعتها بكثير وفي خط غير مستقيم ، وكلما شعر به الشيخ أكثر ازداد التصاقا بظهر الكابينة ليتقيه، عيناه تنظران لأرض الطريق كمن يراقب سرعة السيارة، ثم تصعدان إلى السماء ليلاحق ذاك الرذاذ الدقيق الذى يسبق المطر. وحين تأكد أن السيارة تتباطأ أكثر فأكثر، نظر من خلال الزجاج فإذا بالسائق والمرأة قد قاربا الوطء. شعر الشيخ بالخوف لاحتمال وقوع حادث، ومع ذلك لم يمنع نفسه النظر حتى رأته المرأة ووقفت السيارة. نزل السائق غضبانا يريد الفتك بذاك الراكب دون علمه، ولما عرفه سأل:

منذ متى وانت هنا _

_من أول الخط  

هى التى كانت تهم بى وأدفعها _

بل كنت تمد يدك وهى تبعدها

هل تعرفها يا مولانا؟ _

_لا، لا أعرفها.

 فى هذه اللحظة اضطرب الطقس وحط المطر كالسيل، وانقطع طريق القرية الترابى، وأكمل الشيخ درب عودته رغما عنه مشيا على الأقدام

ملحوظة: حكى الشيخ فهيم أن السائق عاش سبع سنوات بعد ذلك يصلى خلفه مباشرة فى الجماعة، وما رآه بالشارع إلا طأطأ رأسه ونظر للأرض.





lundi 27 mai 2024

أوراق تسقط ...// علي الزاهر // المغرب

 

أوراق تسقط في خريف أمة فيحاء
و الدمع مني يسقط في ليلة ظلماء
يحاصرني وجع من تواريخ بلهاء
فلم أجد ل
غ
ز
ة
غير هذا البكاء
و ما لأحرفي من معان جوفاء
لا موسيقى تطرب في الحي
فجرحي
ف
ل
س
ط
ي
ني
ممتد من أقصى الوعد
إلى مدن التيه و المعنى الأجوف
فتسألني طفلة حيفا :
هل حقا أعجبك الطرب ؟؟
قد قميص أمتي
و إخوة في أقصى الأرض ، يمرحون
و يرقصون على أنغام هواهم و لا يضجرون
قد قميص أمتي
و في الجب قلب مجروح
فهل حقا سترقصون ؟؟
أقاوم في أقصى الأرض حزني
و أصرخ في أدنى الوادي وحدي
ٱه يا بلاد العز ، ها هنا حجتي واهية
لا شيء أخفيه ، ما عاد لي صوت ألقيه
فيوسف منذ أخرجه * مالك * من الجب
راح يبني قصص الأخوة وحده
و يحكي في عز التأويل عن نصره
قضي الأمر ،
مذ قد قميص أمتي
و لا حجة لي
و لا صوت صراخي يعلو
ولجت التيه وحدي
باحثا عن رغيف يسد جوعي
إذ تشعلني بغلاء الأسعار ، أشعاري
وليت قبلتي نحوي و نحو أوجاعي
و انهزمت كل معالم صحوي
إذ فتحوا أبوابي لريح ضياعي
و صار النقع يلهيني
فما رأيت قميص أمتي إذ قد
و لا رأيت للحرف
وهج المعنى في قصيدي
في كل يوم ، أعود منهزما
محملا بكل أنواع الخيبات
فصراخي في وادي عبقر صار رمادا
و أنا ما عدت كما كنت
فحشود الغرب ، بقوامتها تكبر ، تكبر.






خيط الرمل ( قصة قصيرة) // محمد الكروي // المغرب

 

على ذرات رمل ذهبية منسربة من كف بيضاء قوية تتميز بالحيوية وبعد النظر و التباث ، شرشف غنج برتقالي فضي يذره الهب بعصاه يرمي طريدته .
إلى خيمته يعود كطائر كاسر أتى فراخه وجبة دسمة رعت العشب الطري المتباهي بنظير الأقحوان و شقائق النعمان والرياحين المنسمة شيحا وزعترا ، و ماء الغدير العذب ارتوت في حذر من مباغث يطمس صفاء صفحة الماء المتجعدة وزهو رقصة نسيم يلاطف المحيا و يغازل الضفيرة.
يسلخ احماد صيده بمساعدة واحد من الجيران، الذين ينالون حقهم وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، توقد النار لسانا مندفعا متراجعا رقة بالقطعة المشوية المستغيثة دخانا ، في غفلة تنتظر لحمة سوداء الرموس وردية الطلعة.
بعد راحة قيظ كبد السماء ومنحناها، غير بعيد من سبيكة الخيام فوق تل أو منحدر رملي يرتاح الرجال في هدر ومزاح يتخطاهما الكلام إلى الاحتفاء بالطريدة المؤبنة في جو مسرحي يضج ويخفت في إضافة أخرى تغني ذائقة اللسان.
محاداة للسكن يجتمع النسوة وحولهن يلعب ويمرح أطفالهن ورائحة النار واللحم تملأ الجو ، وما يزيد من جمال اللحظة خروج أحدهم وبيده لحمة يتقاسمها وأترابه.
صهوة فرسه المسرج سرجا مطرزا زينة بقل حريرية على الصدر، البني المفتوح، خليط أحمر وأصفر لامعين، بجلبابه وسلهامه الصوفيين وعمامته الخالصة البياض وبلغته الأقحوانية وعصاه يتفقد قطيعه في جولة صباحية تخلو فيها الذات إلى أكواخها هدوء متأملا في بحث عن عشب عبق فسحة القوائم غدا.
يقبل الناس إليه في عون يتحاشى قهر الزمان أو طلب إرشادات عن جمال غابت لمدة تبعث القلق والخوف، أو عن رؤوس ماشية، محسوم أمرها إن لم يفز بها الذئب المصر على الشنعة قبل اللقمة، نشوة وخيلاء يتباهى وهو يسمع الناس يتداولون:
- بأن الذئب جسم فلانا خسارة كبيرة.
يكرم ضيوفه بذبح رفقة المتواجد من الرجال،على الكبد طي شحم ثم لحم، تنفجر الأحاجي والمرويات والأهازيج والأغاني وقصائد الشعر و الذكريات المنسابة شلالا يغسل شقاء الحياة في سمر بهيج يود المنى لو يستمر، لكن خلسة ارتخاء الجفن تنذر بالنوم ونهاية صخب الفرح الشبيه بالومضة العابرة.
المدى الواسع يجوب اعلي ذراع احماد مع صاحب الجمال فهو العارف بكل هضبة وفج ومورد ومرعى وكل الخيام هنا وهناك التي قد تفي بالمطلوب أو تحيل إلى تغيير الوجهة مع إطالة الرحلة كنف كرم وجوه بشوشة تزيح العياء وتنثر الأمل .عن نشاط وبشاشة تخفي إرادة لاتلين يأتي احماد كل منتظرات يومه في همة لا تعرف الفتور، لكونه يمارس رياضة الوسط ،في تحد يفرج المتباري الأول عن أطرافه الأربعة ،وعلى المنافس قفل وسط الأول وطرحه أرضا ، أو كرة العصا ملفوف خرق وخيوط، قدمها وجوربها الدافىء اللون وحذاؤها عصا تمرر وتراوغ فتشجيع الهجوم هدف يستدعي اخر به تنتهي الفرجة الممتدة عبر الصغار ، وطورا ثالثا تصدح النساء غناء رخيما أيقظ سبات أعماق فانطلقت تطوي المدى وتكمش الزمن ، المتراميي الشساعة تحت فوانيس الحنجرات السريعة الانطفاء.
في السوق الاسبوعي مسافة يومين يبيع رؤوسا تدر عليه ابسطة من الثمر واغرارتين من القمح والشعير وثوبا و ملاقاة الناس وأخبارهم التي تتمحور حول الغيث والكلإ غمامة خصومات لا تلبث ان تنقشع. أولى عتمة الليل إلى مطرحه كان السباق وثلاثة يشكون غبنا، بعد الحديث وملامسة التدخل المتوج بالتراضي والولائم ورجع الأهازيج والأمداح المفسحة لعنان الزغاريد المشوبة حسرة دامعة .أخذا وعطاء تسيل الحياة تجددا يكنس الرتابة في تناوب الحدين.
مرات عديدة وشائكة مختلفة و حتى عويصة يتوسط وثلاثة من المقربين ، ومنثور الصدى إخاء وطمانينة.
ذات ضحى ربيعي حل به اثنان أثناء وقفة مع جار، انتهت بوعد ثقيل لأول مرة في حياة احماد التي تنازعها التردد و التأجيل ،حسم الأمر و سريعا غادر دائرة بين بين في انتصار لكلمته ساكنة العلى، فك الكبة المتشابكة بعد جهد ومشاورات أثنى عليهما الطرفان.
اعترافا و امتنانا ودع الكل احماد و مرافقيه ، ليبقى معهم بعض الكباراستئناسا بأولى خطوات الطريق ذي المنعرج الضيق الذي ارتأت فراسة احماد آخر برهة عدم سلكه ،لتكشف دورة الليل والنهار عن مكيدة نجت منها الشعلة المتقدة زارعة المحبة والمؤازرة إلى أن اختطفه الموت في عمر الزهور بعد وجع بسيط ، لتعيش رسالته من بعده مع الاجيال .







dimanche 26 mai 2024

مراجعات // عدنان يحيى الحلقي // سوريا


أتى الأمرُ، واريناهُ، بانت معالمه
مَعَ الليلِ، وانهالَتْ علينا غنائمُهْ
يُجافي غدي أمسي فأُمسي على أسى
فأنسى بأنَّ البيْتَ رَقّتْ دعائمُهْ
نَديمُ الصَّبا حسّي متى عانَقَ الرُّبا
و راحَتْ مصابيحُ الأعالي تُنادمُهْ
أداوي جراحاتي بأهدابِ ريشةٍ
أتاني بها طيرٌ، ذُرا الحبّ عالَمُهْ
طَهورٌ يطوفُ الأرضَ، يروي جفافَنا
ويُغني إذا غنّى، وَ تَصفو نسائمُهْ
متى غادَرَتنا الريحُ، نشتاقُ نوحَها
و هل يؤنسُ الشّباكَ إلّا حمائمُهْ
فراقٌ قضى، و القلبُ عَينٌ تعلّقَتْ
بأطياف أحبابٍ، وَ لُقيا توائمُهْ
رسومٌ تواسينا، على كَفّ غيمَةٍ
أناشدُها غيثًا، تداعَتْ مواسِمُهْ
سلامي على ليلٍ يُجَلِّيهِ جَمْرُهُ
وَ يَفْتَرُّ عَنْ روحٍ يُحَلِّيهِ عَلْقَمُهْ
عَبَرْناهُ جسرًا ظلمةً بعدَ ظلمةٍ
وَ ظَلَّتْ لَنا ظِلًّا ظَليلًا مكارمُهْ
أُواسيهِ إذكاءً لذكرى تَجَذَّرَتْ
و هَلْ يُخْطِئُ الرّبانُ، والحِلْمُ حاكِمُهْ؟
كثيرون مَنْ يرمونَ أحمالَهَم على
مجازاتِهِ الغَنَّاء، و الغيْبُ مَنْجَمُهْ
يريدونَهُ الصُّنْدَوقَ حفظًا لِثَرْوَةٍ
تُثَرْثِرُها الأيّامُ، و الأصلُ طَلْسَمُهْ
وَ ها نحنُ في بحرٍ على ظهرِ مركبٍ
تداعى عليهِ البَيْنُ موجًا يلاطِمُهْ
و مِنْ حَوْلِنا الأقلامُ تَهتَزُّ كُلّما
تحرّقَ نَجْمُ البالِ، شوقًا يُقَاسمُهْ
تُسَطّرُنا الأسفارُ رَهْنًا لِهَجْعَةٍ
مُقَدّرَةٍ، في جوف مَوتٍ نُزاحِمُهْ!








مفهوم الثيمة في النص الأدبي // عبد الكريم حمزة عباس // العراق

 

غالبا ما تستخدم مفردة الثيمة (Thème)عند تحليل النصوص الأدبية بشكل عام ، فما هو مفهوم( الثيمة ) ببساطة
الثيمة تشير إلى موضوع النص الأدبي مهما كان جنسه ، فهي تشير إلى المعنى الأعمق للنص .
تتعلق الثيمة بموضوع الفكرة المركزية للنص بدلا من ذكر الموضوع بشكل مباشر ، و مع ذلك فان الثيمة أكثرمن مجرد فكرة ، أنها وجهة نظر العمل المحددة حول هذه الفكرة .
بمعنى آخر أن الثيمة هي فكرة بالإضافة إلى رأي، إنها آراء المؤلف فيما يتعلق بالأفكار المركزية للنص الأدبي.
الثيمة هي عبارة عن صورة أو كائن أو فكرة يتم استخدامها لبيان سمات النص ، فهي تعتبر الإطار الأساسي الذي يضيف عمقا و صدى إلى الأعمال الأدبية، إنها المنظار الذي يستطيع بواسطته القارئ تفسير النص الأدبي.
و غالبا ما ترتبط ثيمات المواضيع بالسياقات التي ظهر فيها النص ، و من خلال خلفية النص يمكن للقارئ اكتشاف معان أعمق، حيث يلعب تفسير القارئ دورا حيويا في اكتشاف ثيمات الأعمال الأدبية ، حيث تتمثل الأعمال الأدبية الأكثر تعقيدا أن تكون لها ثيمة مركزية مفتوحة قابلة للتأويل و التفسير المتعدد .
فالثيمة هي فكرة أو عبارة مركزية توحد العمل الأدبي و تتحكم فيه ، بحيث أنها تعكس المعنى العام للنص ، و قد تكون الثيمة مفهوما أو فكرة محددة تتعلق بالحياة الإنسانية أو القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الروحية ، و تعتبر الثيمة أحد العناصر الأساسية في تحليل النصوص الأدبية و تساعد في فهم و تفسير النص .
و الخلاصة أن الثيمة هي الموضوع الرئيسي الذي يتناوله النص الأدبي، والذي يعبر عن الرؤية و الرسالة التي يريد المؤلف إيصالها إلى القارئ، ويتم تحليل الثيمة من خلال البحث عن الأفكار و المفاهيم و المواضيع التي ترد في النص ، و من ثم تحديد الثيمات الرئيسية التي تتمحور حولها الأفكار و المفاهيم و الموضوعات في النص .
إن تحليل الثيمة يعزز فهم النص و تقييم فعاليته و أثره على القارئ، كما يسعى إلى رصد الأهداف التي يريد المؤلف إيصالها إلى القارئ.








أحلامي // نصيف علي وهيب // العراق

 

تقتفي أثر اللون الشاحب، تظلِّلُ مع الضوء غمام الوجع، تستمطرُ العيون، تستبدلُ حرارة الألوان بالشوق، ليهيم مع الوجدِ هذا السطر، ينتقي الشذرات من الكلمات المتزينات بالخيال، حيثُ الصاخبةُ في موج الليل أحلامي.





vendredi 24 mai 2024

سومرية // يونان هومة // سوريا

 

سومرية
ولها في القلب حكاية
وقرنفلة تعيش في شراييني
يعشقها حنين دمي
مَنْ يستطيع
أن يسرق العطش البرّي من بين شفتيها
مَنْ يعيد لون مياه دجلة المقدّسة إلى عينيها غيري أنا
هكذا هي الحياة
مَنْ يولدُ من رَحِم المطر
يولدُ كالربيع حتى شيخوخة الفجر
أنتِ روحُ الله في الجسد
وقبلة الطيور لعشق السماء وقت السَحَرْ
سومرية
أنا إلى عينيكِ أنتمي.








ومن مضامير الزحام ...// محمد محجوبي // الجزائر

 


ومن مضامير الزحام
حتى غابات الضجيج
يتلبد المساء بدون متكإ من ظل
أنام لكي أزرع وردة في متسكع العتمات
أو يحبو نحوي قمر مدنس الشعر
يجيشني بوخز الانتظار
لألتهم تفاحة الحلم
بنكهة التشظي حتى يستفيق حمام هيجه عطش الليل .. ولسوف يدنو وجهك الغابر الشكوك
بين أزيز المسافة
يتسلط على أعشاش رجل شرقي
داخل كهوف الصمت المصفد
دونك ريش
تقادم مذ ازمنة الستين الخوالي
ودونك عطر
من رذاذ نجوم متنافرات
كما هي أحشاء قصائد
ملقاة على لوح تغول به شوك ساخط
وها أنذا بأسمال البنفسج
أبحث عني سرحان ماء نازح في
لتنبت وردة زهيدة
على هدهدة الشعر الغافي
على خصر موج
يتماهى وردا بورد
فتضحك غيمتنا ونتيه .







أنا اليتيم بعدك ... ! // محمد لغريسي // المغرب


" رحمك الله يا أبي. قلبي بعدك كدمات "
----------
يا حبيبي
هل الطقس هناك راكد
أم ساحر..
والنائمون الذين انصرفوا خلف الهلال
وهم يلتحفون أبديتهم
كيف حالهم
كيف منازلهم ؟
..............
والطريق إلى أين تؤدي..
يا أبي
والدروب الملتفة كطلع الشيطان
اهي ذلولة
أم عنيدة؟
و المناطق التي تحرسها
عناية الرحمان
قربك
أهي: ذات المناطق هنا .
والأهل الذين رحلوا..
و رسموا على وجهي أقفالا
ومحطات ..
ذات ليلة طويلة،
والأصدقاء
الذين غادروا إلى اقصى
ركن ..
ثم أسلموا الروح للتلاشي
المر
أعثرت على بابهم ؟
................
قل لي يا أبي ..
هل استأنست بالحشد
بين الجلبة
والسكون؟
وجلباب السلطان الذي اشتريته
من "سوق الغزل"
أضاع بين قبضتيك ..
أتبدد ت المروج من حواشيه ..
أغدا رثا كالقبائل ..
و نغمات "الدف" التي كنت تلبسها
وتلبسك
أهي كما الحال سعيدة
بهيجة!
قل لي إذن..
قل لي هل اهترأ النشيد ؟
وقل الإيقاع..
وأغنية "أمازيغ" التي تهدر بالمجد
والشبق الساهي
والوشم الطاغي
أما زال رنينها يلجأ إلى سمعك
كأسرار السنونو.
قل لي..
أتضحك شفتاك هناك
بين
قطع الردم
وأجزاء الرمل
شاردا وحدك؟
شاردا وحدي..!
أم استوحشت الصمت
و قلبك الذي كان خمائلا
خبا
وانطفأ؟
...............
و الأرض التي زفرت
ونفرت..
كيف هزمت مهرجانك الكبير ؟
كيف ابتلعت أنفك الراقي؟
كيف اختلست من البرية هيكلك؟
وفي عيني :
دمعتك
وفي داخلي:
جوارحك
وفي بالي: ألف مسألة
...........
والسماء التي أويت إليها
ذات جمعة باردة
بلغني ..يا سيد الحب!
أبها بحار
تليق بمقدمك
أبها سنابل
مثل ضحكتك؟
أبها ألق شيق
مثل
حاجبيك؟
يا شهما..
يا حبيبي
كيف ابتلعت المنية رقمك؟
كيف دك القدر أبراجك ؟
ثم حولها إلى ندف
ومزق..
قل لي يا حبيبي
قل لي..
هل الفصول في الضفة الأخرى
ربيع
و مرح!
ومزاجك الذي كان ينط
كخرير نشيط
هنا ..
فوق الأرض الاولى
هنا..
هل احتفظ بطراوته السالفة كذلك.
والوحشة الدائمة
الرجيمة!
أتشعر بضنكها الثقيل الآن ..
وأنت:
في الصمت مثلي:
سيقان جامدة
و أفق مهموم
...........
يا أبي
يا جوهر الجراح كلها!
كيف أراك؟
أي مفتاح يفضي إلى بابك؟
أي الجنون أرتديه
كي أسهر معك.
أي "براق" يصلح
كي أرفرف نحوك..
كي أجد: شيئا منك :
كلاما موزونا
بعضا من عمر
وعمق.
كيف..
وجسدك الراسخ
الذي تجلى ذات أيام
كسارية اسمنت
متينة
فجأة ضاع!
هل قضمتها الأتربة.
هل ابتلعتها لعنة الرطوبة.
و رمت بها
نحو
جرف
بعيد!
............
وأنت..
أنت..
يا أمير الحب العالي
أما زال خنجرك الفضي متأهبا
أم خبا مخلبك..!
وأحلامك
التي كانت أعلى من
الأعلى
أ أزهرت..؟
والتسابيح التي داعبت
لحيتك
وهي تهذي تماما كصبي..
و"كتاب الله : الذي كان يميل إليك
هل تشرب الآن
من توته الرفيع.
وأنت بين رحمة
وفردوس..
قل..؟
أجبني..؟
تحدث إلي! ..؟
...........
يا أبي: كيف الدنيا بعدك
كيف مذاق الأرض ،
بعدك!
كيف حزني وقد أينع غابات،
بعدك..!
كيف سعادتي
وقد قصم وحش الكهوف ظهري ..
وظهرك
كيف ..
أنا اليتيم
بعدك!
أنا التائه توا ترا..
بعدك !
...............
أتدري
ماذا حل بي..
يا أبي؟
تغيرت أحوال كثيرة،
بعد الرحيل !
مات..
الإمام المقيم ..
ماتت..
ظلاله الخضراء حول الرابية!
جفت آمال و أنهار عديدة
تبخرت أمطار
وجداول
مات ..
الحكواتي الذي كان يسعدني
ويسعدك !
مات الموال..
ماتت الأسواق ..
ماتت الأعياد كلها..
مات الحمام "الطوبي "
مات المغني الجامح الذي أطربك..
ماتت اللقالق
التي كانت تؤذن فوق الصومعة
هاجرت التغريدة أوراقي
ثم شدت رحلها
إلى قاع
بهيم .؟






Toutes les réactions :