حملت زادي في حلي وترحالي ، وطيد العزم أن أرتهن لظروف مساري ، لا وجهة ارتسمت في خيالي ، ولا قصد شد انتباهي ، هائم على وجهي حثيث الخطى وكأني على موعد دان ، بمحطة القطار أجدني اترقب الوصول لوجهة ما كانت على بالي ، سافرت وما سفري إلا متنفسا من ضغط كاد يعصف بتحملي لصروف الزمان ، والذهن يعود القهقرى يطوي الذكريات في الأيام الخوالي ، وهي تتراقص نحوي جدلى والجنان سال ، الانتباه متقد والمزاج صاف من الكدر خال ، الشوق يسابقني والحنين يجاريني متجاهل ما ألم بي في سالف الأيام ، متأمل الوجود من حولي برؤى لم تخطر من قبل على بالي ، تراءى لي ما تراءى وكأني من قبل كنت غير مبال ، غارق في شعوري سابح في خيالي ، ومضات فكر ما حبلت بها مذكراتي ، هزات وجدانا ما نبض بها كياني ، قيمة الوجود انبرت ثمينة لا تباع بمثقال ، لا يفك ألغازها إلا عاقل في التفكير مبال ، فكم صرفنا الدهر عن رؤية الكنز الغالي ، وكم ناءت كراسي المقاهي بالشاردين من الجلاس ، وداست الأقدام الدر في غفلة دون أن تبالي ، حجب الرؤية التكالب على الإستهلاك وحب التملك و"أنا وبعدي الطوفان "، والتشبت بالقشور في غفلة عن اللباب ، يمضي العمر في استيلاب باختيار غير واع ، والفرص من حولنا تنفلت فلا مقتنص ولا ساع ، ولا عودة للذات لتقييم وتقويم ما فات ، ولا سؤال حول مسؤول عن وضع خلف ما يجري في واقع يحبل بالمفاجآت ، وكأن القوم في سكرة ووعي موات ، إلا الانشغال برخيص الترهات ، كل فيها بطل مغوار ، له فيها صولات بين تفاهات وشنار ولا أحد يجاريه في خوض المشوار ، ولا هم له في الكلام غير الانتصار . ويلعنون الزمان و الزمان منهم براء ، من فشلهم يصنعون شماعات يعلقون عليها هزائمهم الخرقاء ، لو تبصروا لانتبهوا لما هم فيه من غي ووبال . هكذا كانت رحلتي في رحاب التأمل وما رحلتي قد نالت المآل ، بين غصة في القلب وانفراج كبريق يدك حلكة الضلال ، ولاح في الأفق مطلبي ودنا ما كان متعال ، انعتقت من الهم اليومي والرحلة أشرفت على الكمال ، فأينعت أحلامي وأشرقت آمالي ، ياإخوتي لو تشعرون هذه اللحظة بحالي !؟
*********
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.