vendredi 15 mars 2019

ورقة عن فن الزجل // علال الجعدوني // المغرب

الأجناس الأدبية التي انفصلت عن الشعر العربي صياغة ووزنا ولو أنها تحمل لونا شعريا برائحة وطعم آخر نجدها تتمثل في : فن الزجل بجميع أشكاله وابداعاته الوزنية .
والزجل فن من فنون الأدب لغته عامية والتي تساير اللغة العربية الفصيحة إذ يعتبر مقول العوام ، فتركيبته عامية لا يحتاج إلى جهد، ومعناه اللغوي حسب بعض الأدباء هو التطريب ينساق مساق الشعر وزنا ولو ان هذا الوزن ينضبط مع النطق وليس الرسم حيث يعتمد على مخارج الحروف وليس الكلمات ، وقد يدغم وقد يخفي وقد يتخطى الحرف أو الحرفين ليستقيم الوزن الذي يريده الزجال ، اذ هو شعر لا ينضبط للرسم أو القاعدة بقدر ما ينضبط للنطق وقد يلتزم الزجال بالوحدة في القافية .
والزجل يتماشى والشعر العربي بحيث هناك من يعتبره صنو الشعر منذ أن كانت العامية صنوا للعربية ، اذ حتى للزجل أوساطه وبيئته بمعنى آخر هو كلام عامة الشعب والبيئة التي لا تقيم العربية السليمة أو لا تنطق بالعربية الفصحى .
واذا كان للشعر أوزان وبحور فحتى الزجل له بحورا و أوزانا ولو أن للشعر قواعد يلتزم بها بينما الزجل غير مقيد بل تبقى أبوابه مفتوحة .
و للإشارة والاستفادة فالبحور الشعرية كانت محددة في ثلاثة عشر عند الخليل وما زاد عليها فهو مستحدث حيث أصبحت ستة عشر بحرا يلتزم بها علماء العروض العرب ، وهناك من طور وزاد بحرا آخر ولو انه غير مفعل لكون علماء العروض لم يدرجوه وبقي معلقا ..ذاك هو الفرق بين الشعر القديم وفن الزجل حيث نرى ان الزجالين لا يتقيدون بأي قاعدة فكل يوم يبدعون في هذا الجنس ويضيفون ما تمليه عليهم اهواؤهم فلا يرد عليهم من ذلك رد .
والمتتبع لهذا الفن الجديد القديم منذ أن ظهر إلى يومنا هذا يتبين له أنه متنوع ومختلف الأنماط والأقوال ، وهذا ما يقرأه كل قارئ في قاموس الأزجال حيث ترى الجديد كل يوم او بمعنى آخر فكل جديد ينسيك في القديم حتى تنساه ولا تعود تذكره ...
كما أن هذا الفن اخذ يرتقي بعدما شارك في نظمه الفصحاء من المتكلمين حيث اصبح يعلو شيئا الى مستوى الشعر الفصيح وفي بعض الأحيان يلتزم الناظم فيه بالبحر والقافية والوزن والارتفاع عن المها وى والخروج التي يفحش فيها الزجالون الذين لا نصيب لألسنتهم من الثقافة العربية
ويمكن اعتبار الزجل كخير معبر عما يمس الشعوب ويصف أحوالها ويترجم عما تحس ويعبر عما تكن ، ويمكن الجزم على أن فن الزجل هو المترجم الحقيقي للسان العربي عن الأفراح والأتراح والبؤس والنعيم وعن الأمل والألم او بكل صراحة هو لسان الأمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبالأخص في الوقت الراهن الذي انحطت فيه العربية وتعددت الالسن وعمت العامية بدل اللغة العربية بسبب الأمية التي تفشت و أضحت الظاهرة التي يعيشها العالم العربي ...
وفن الزجل له رجالاته وأصبح البديل في المجتمعات العربية لكونه هو الأقرب من غيره للتواصل والتجاوب وإيفاد رسائل مشفرة بذوق متميز وإحساس تجعل الزجال يبصم البصمة في أعماق المتلقي بطريقة فنية و ذكية .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.