jeudi 7 mars 2019

قراءة في نص " ما أجملني " لصباح أكشيش // أسيف أسيف // المغرب

ما أجملني
******
وأنا أراقب في منامى 
عينيه وهى ترويان 
قصص فرح تصارع الأحزان
يداه ترتجفان 
هل تقتربان أم تبتعدان 
وعبلاه هناك 
تتأمل روعة الأقدار
على شفتيها ألف سؤال
ولِمَ السؤال ؟
وكل الأجوبة نقشت على كتفيه 
ثم ارتمت بين قدميه
يا إلهي 
ها قد سافر عنترة 
ففاح عطر المكان 
وبقي الجواب يداعب السؤال
أى أمر هذا 
جعل البداية عند النهاية ؟
أى جمر هذا 
جعل النار تعانق السلام ؟


*****



افتتحت الشاعرة "صباح " النص ب جملة تعجبية ( ما أجملني !) وهذه الافتتاحية بناءٌ معدودٌ على البلاغة ضمن ما يسمى " مقاتل الكلام " التي يُدعى الشاعر و الناثر إلى تعهدها بالعناية والتهذيب 
:و" مقاتل الكلام " ثلاثة 
أولها " الابتداء" .. والناس يحبون جودة الابتداء . وفي النقد العربي القديم يقول " العسكري " في كتاب "الصناعتين ": أحسنوا معاشر الكتاب الإبتداءات فإنهن دلائل البيان ". والكاتب الجيد هو الذي يحسن القطع مع الابتداء للخروج الى "العرض" ، الذي يعتبر " " المقتل الثاني للكلام ". علما بأن التخلص من الابتداء لا يخص الشاعر فقط بقدر ما يخص كل متكلم
ونرى أن الشاعرة صباح نجحت في أخذ القارىء من الابتداء :( ما أجملني !) الى العرض .. تقول "صباح 
( وانا أراقب في منامي عينيه // وهي ترويان قصص فرح // تصارع الأحزان )
ثالث "مقتل للكلام " هو حسن الختام وهذا الأخير يعتبر آخر كلام يرتسم في ذهن القارىء وآخر الطعم الحلو الذي يُنسي مرارة الطعام كله . وخاتمة الشاعرة "صباح" تقول فيها
أى أمر هذا 
جعل البداية عند النهاية ؟ 
أى جمر هذا 
جعل النار تعانق السلام ؟
هذه الخاتمة تتسم بالنضج والحلاوة وجزالة اللفظ وهي بالغة الإجادة في إظهار مهارة الكتابة
واستنادا إلى ما تقدم نلمس جمالية بناء النص وصنعة الكلام وتجويده وتهيئة القارىء لإحداث التاثيرات المقصودة ، فكانت العناية به فائقة من خلال استعمال أسلوب الاستفهام بكثافة وحسن الصياغة وجودة السبك من خلال التقديم والتأخير (وانا أراقب في منامي عينيه ) ..ومن تم تحققت القيمة الجمالية على أحسن صورة وأكمل وجه ليبلغ النص في الأخير درجة السحر والتأثير..فتحية لهذا القلم المبدع



1 commentaire:

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.