vendredi 15 mars 2019

قراءة انطباعية لنص الكاتبة التونسية "فاطمة محمود سعد الله" // حسين الباز // المغرب


التناص في نص فاطمة محمود سعدالله / تونس
( من وحي ما حدث ذات ربيع ..و ما قد يحدثُ...)
أشارت شاعرتنا في البداية بأن فكرة النص مستوحاة من واقع محصول رؤاها الشخصي حول حدث تاريخي مهم غير مجرى الأحداث كلها في الوطن العربي ، وحول مسارا جذريا بقطع الصلة مع القرن الماضي المستبد في شتى المجالات سياسية واقتصادية وفكرية وفي مختلف الفنون ، ليس فيما حدث فحسب بل والتنبؤ بما قد سيحدث ، هذا الحدث البطل هو الربيع العربي ، ثم انتقلت مباشرة لعتبة النص الذي من خلاله تتمحور الرؤى وينجلي المضمون : العنوان (أحد عشر كوكبا) وهو من وحي التناص القرآني أيضا، وكأني بها تستشهد به استدلالا ، وتقارن الصورة المتكررة لرؤيا سيدنا يوسف التي تحققت ، حتى صارت ترمز لحسد الاخوة وخوف الأب على ابنه من حسدهم ، وحقدهم عليه واتفاقهم على قتله ومن ثم رميه في الجب وتلطيخ قميصه بالدم والقاء اللوم على ذئب مزعوم ، الى آخر القصة حين ينجو يوسف ويؤتى الملك ويغفر خطايا اخوته ، تبدو القصة واضحة المعالم حتى التأكد مما سيحدث ، وحين يقوم التناص عليها يتضح لنا النص جليا بدايته ومنتهاه
لن أتطرق لجماليته اللغوية صورة ورمزا ، مجازا واستعارة، ولن أفك حروفه حرفا حرفا لأشرح معاني بنظرتي المحدودة والنص يبغي قراءات متعددة ، وما قراءتي سوى انطباعا تمهيديا للفت الأقلام الغيورة على الأدب ، والتي لا تمر مر الكرام على أي قيمة فنية أدبية ، هذا لو كنا فعلا ننظر للنص دون كاتبه حسب نظرية رولان بارت ، علما بأن التناص من الأهمية بحيث أستحضر هنا ديوان محمود درويش (أحد عشر كوكبا) . فهل توفقت شاعرتنا في اتخاذ المسلك نفسه؟ سأترك القارئ الجيد ليحكم بنفسه ، وهذا هو النص

أحد عشرا كوكباً
..." قال يا أبتِ : إني أرى أحدَ عشرَ كوكبا"
!قُلْتُ: يا الله...يا الله
!أُطْفِئتْ...يا الله
عواصفُ الجشعِ أهْرقتْ زيْت القناديل
!يا الله..يا الله
إحْدى عشرة روحا أزْهقتْ
..يا بُنيَّ
ماذا اقترفتْ حياتُك في طريقها إلى الحياة؟
..يا بُنيَّتي
منْ أضاعَ الإنسانَ في قلب الإنسان ؟
،منْ أمات الضمائر
وأحيا الردى صخورًا تسحقُ الأمان؟
أحد عشر جناحاً هُصِرَ
أحد عشر قنديلا كُسِر
أحد عشر فرحًا..أملاً ..انتظارًا
..قُبِرَ
..ومازلنا نسمعُ المهاترات
و..تُسْكبُ سُمًّا
..في أذن البراءةِ
في أوردة الوجودِ ...الأراجيفُ والمبرّرات
و خناجرُ الصقيع تُغْرَزُ في
..قلوب الثكالى
..تسْعة من شموع الانتظار
...تسْعة من جميل الأمنيات
..تلك التي كانت حبْلى أحلاما
..وابتساما
..وحنانا أوْ سع من كلّ الأبجديات
أبْلغ من الصمْتِ
والحكايا
..وكلّ الوصايا
والهدايا
.وحرير التهنئات/ المواساة
..و ...في مواسم الحصاد
..تجني الأمهات
"كارتونا"
...وضمّةَ ..مثلّجات
.أحد عشر قنديلا...بل جثامين ..ورفات
فاطمة محمود سعدالله / تونس 10/3/2019






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.