mardi 26 mars 2019

تنهيدة الغرقى التياع.. // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق


أرواحٌ تتوسلُ بكَفِّ الريحِ تشتهي صفعةً تنتشلها من الغَرَقِ قبلَ أَنْ يبلعها فَمُ النهرِ الفاغرُ فتغور في جوفِ الماء وتُطْمر معها كُلّ الأَماني المُؤجّلةِ والمواعيد الغافية سنين ، لا ضير فلتكنْ رقماً آخَراً يُضافُ إلى كلِّ تلكَ الصَفَعات والجَلْدِ تحتَ سياطِ الزمنِ المُوغلِ بالحرمان ، كُلٌ قدْ حملَ صليبَهُ تحتَ بروقِ المَسَرّات وتعمّدَ بماءِ الخَيبةِ والخذلانِ تكفيراً عن إثم السيرِ عكس اتجاه رياح الزمنِ الضنينِ وارتجاء البسمةِ من أَفواهِ التعبِ !! واجترار نعاسٍ رقيقٍ في زمنِ السهاد ، الوعدُ سحابةٌ قدْ خذلَها مطرٌ لا يعرفُ الحنوّ إلاّ علىٰ تلكَ الدروبِ المشبعةِ برذاذِ المُحاباة وسوء التوزيع ، يا لهذا العطش الذي لا يرتوي حتىٰ من الماءِ ويا لهذا الظمأ الذي لا يعرفُ الإرتواء في عزّ السقاء !! ويا لهذا الخريف الذي طالَ انتظارهُ لربيعٍ تنكسرُ بهِ الريح فترطب قفار وجوهٍ وُسِمَتْ بدَرَنات الوَجَعِ وتقرحات الأَسى !! في عمقِ المحطات المحمّلَةِ بضجيجِ الأَنفاس المخنوقةِ والأرواح المُغتالةِ الحلمِ الهاربة من تلوّثِ الهواء وفساد الأرض وانحباس الفضاء ، صبراً إنْ هيّ إلاّ تنهيدة أخيرة تشقّ صدرَ السكونِ وآخر شهقةِ مُلتاعٍ أنهكَهُ الجزعُ وآخر نفثةِ مصدورٍ قبلَ أنْ يُلْفَظُ النَفَسُ الأَخيرُ


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.