jeudi 11 février 2021

حرقة الانتظار-8- // محمد بوعمران // المغرب

 

عاد سعيد إلى البيت وقد هدأت نفسه ، ما كاد يرمي خطواته الأولى حتى توقف طفلاه عن اللعب وهرعا نحو الباب ليرتميا على كتفيه ويعانقاه وكأنه كان في سفر طويل،إحساس قوي،ومشاعر جارفة هزت كيانه من الداخل ...
عاد الأطفال إلى المكان الذي كانوا يلعبون فيه ،واتجه مهرولا نحو الداخل ،كانت مريم في المطبخ تهيئ وجبة الغذاء كعادتها أيام العطل ،ألقى التحية ،ردت عليه مريم بنبرة حزينة من دون أن تنظر إليه ، اقترب منها ،تأمل محياها ،كانت عيناها محمرتين وعليهما أثر الدمع ،
قال لها
-لما تبكين يا مريم ...لم أرك من قبل في هذه الحال...
نظرت إليه والدمع ينساب على وجنتيها وقالت
-لم أكن أعلم أني سببت لك كل هذه المعاناة ...كنت أظن أن مصدر قلقك شيء آخر...لكن حين أفرغت ما بجعبتك فاجأتني بأسباب تتعلق بتأويل جرحني ...أنت تشك في تصرفاتي يا سعيد...لماذا لم تصارحني ...لماذا كنت تعذبني بصمتك ...وتعذب نفسك بأوهامك ....
كانت مريم تتحدث ،ويزداد إيقاع كلامها مع الاستمرار في معاتبة سعيد الذي لم يجد أمامه مخرجا سوى تهدئتها فيقول لها معتذرا
-اسمحي لي يا مريم ...لننس ما مر ونبدأ صفحة جديدة ....
ردت عليه مريم بحزم ...
-نعم ...سنبدأ صفحة جديدة أكيد ...هذا ما أردت مناقشتك فيه بالضبط....
اندهش سعيد من رد مريم وهو يسألها
-كيف ...
نظرت إليه وقالت :
-سأتوقف عن العمل ...وسأكرس كل وقتي للبيت ...
لم يستطع سعيد الرد بل قال لمريم
-لنناقش الأمر بهدوء ...سنرى ...





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.