mercredi 10 février 2021

ساعة : قصة قصيرة // أحمد البحيري // مصر


لم تكن المرة الأولى التي يحضر فيها الليلة الكبيرة. منذ اشتد ساعده وقدومه من قريته في هذه الليلة ثابتا. لقد صادف وصول السيارة (الميكروباص) آذان العصر؛ فسارع إلي الميضأة. حيز المسجد ضيق لا يمكنه استيعاب كل هؤلاء الذين أتوا من أرجاء البلاد. وتعليم الباطن الذي يكتسبه من الملاحظة يتعاظم داخله كل يوم. لقد زاحم حتى تمكن من دخول المرحاض. عيناه اللائجتان تفتشان عن موضع قدم قريبا من حنفية مياه حتى يتوضأ. وكلما عثر على واحد من وفده أشار له برأسه حتى يلحق المصلين. ولما وصل للحنفية خلع ساعته الرقمية ووضعها على حافة أسمنتية أمامه. في هذه الأثناء جاء من خلفه درويش ضخم أسود البشرة، مد يده وهو يبتسم في وجهه والتقط الساعة. حملق فيه ؛ فوجده يقول: تأتي الأحباب من الريف لحضور الليلة الكبيرة طمعا في النفحة دون أن يعرفوا أنهم هم النفحة. سر باطنه وإذا انتهى من وضوئه، رآه يقبل الساعة التي استبقاها في كفه ويناوله إياها وهو يقول: ساعة من ساعاته.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.