... أصرت أن يكون البحر شاهدا على وداعنا ، بضع نورسات تنتشي بلقائنا ،البحر بكل
العنفوان يقف شاهدا على عمق الشوق الذي سوف يولد بعدئذ ، سرحت هدى بعيدا عبر أشرعة راحلة كأنها تقرؤها السلام لحبيب مفترض ،الموج يراقص أحلامنا المتيقظة ،رمت رأسها على صدري ، حضنتها وغفت ،سمعتها بعد ذلك تدندن بأغنية ريتا لمارسيل خليفة ،دندنتُ معها وانساب صوت البحر عبر حناجرنا يقاسمنا كل ما نحلم به ، معه انسابت كلمات مني في تلقائية :
ـ عطشى انت يا حبيبتي لصوت الحمام..
لصوت السلام.
دثريني بأغنيات الصمت الحبلى بالسنونو
واطلقي تباشير نيسان .
من عينيك شممت
رائحة الورد الذابل
يفجر انكسار الزمان
لمست يديك العاريتين
إلا من نبض الحب المخبوء
كعصفور خائف
من عاصفة مفترضة
لَمَّا اقتربت من أنفاسك
شممت رائحة اغتراب
غريبة أنت يا سيدتي
وأنا فارسك الموعود ..
أنا الوجع الذي يعمدك ..
يؤجج فيك لغة الانفجار
قالت :
ـ من أنتَ يا أنتَ ؟
كيف جئتَ إلى هذا العالم..؟
وفي عمقكَ كل الأسئلة .
حاولتُ نسيانكَ وأقسمتُ باللاعودة
كالماء المالح أنت .
كلما شربت منكَ ازددتُ عطشا إليك .
قلت :
ـ لا زلت كما أنا
كاتساع العذوبة في شفتيك
كارتجاف الصمت
في تباريح عينيك الساهدتين
أنا انطلوجيا الوجع المقدس
وعندما رأيتكِ أول مرة أيقنتُ
أني بين دفتي كتاب بلا هوامش
اخترقتكَ في نوع من السادية
فاعذريني على قسوتي
قالت :
المرأة منا تحتاج الى بعض الخشونة كي تفجر نعومتها ، وكذلك الرجل يحتاج الى بعض النعومة كي تلطف خشونته ، وما أحتاجه أنا منك أن تمنحني لحظة انفجار فيك ،لأصير لحنا عذبا يتحرش بذاكرتي ، كن وجعا يراودني ... كن سمرا يؤنسني ...كن نعيما يعلمني الحرمان ... وحرمانا يعلمني معنى النعيم ... أريد أن أكون فيك لغما أتفجر كي أبقى ذكرى ولو كانت سيئة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.