-" نعم ...ياأمي أقبل بعزوز صديق أبي زوجا لي ..."
لم يفاجئ رد مريم أمها فاطمة ،فهي كانت تتوقع هذا الجواب ،وكانت تعلم يقينا بأن مريم وقعت في شباك عزوز صديق زوجها،بل كانت تلاحظ أن ابنتها تتحين الفرص لتظهر أمام أنظاره كلما زارهم ، وتلاحظ من بعيد الرجل وهو يلاحقها بنظراته ،وترى حركات ابنتها مريم التي ترسل إشارات أنثوية تتفاعل مع نظرات عزوز.
كانت فاطمة قد نبهت ابنتها لما تيقنت مما يدور بينها وبين وعزوز ،ولمست من ردود مريم أنها تدافع عن نفسها وعن عزوز بمبررات واهية يكذبها الواقع ،وكانت تخفي ذلك عن زوجها عمر كي لا يتطور الأمر إلى كارثة تعصف بالجميع، كانت تتستر وتنبه مريم ،وتخشى العواقب، حتى أخبرها زوجها عمر بطلب صديقه عزوز يد ابنتهما الوحيدة مريم .
قالت فاطمة لابنتها مريم :
-كنت أعلم ايتها الشيطانة أنك استوليت على عقل الرجل ...كنت أعلم أنك تدبرين لأمر رهيب كهذا ...قبولك بالزواج من عزوز لم يصدمني بل حيرني....الرجل في سن أبيك ...ماذا فعلت يا مريم ...؟
أجابت مريم بنبرة واثقة وهي تحاول مسك أعصابها :
-يا أمي الحبيبة ...أنا لم أتصرف تصرفا غير لائق ...فأبي اقترح علي صديقه ...وصديقه رجل محترم حنكته الحياة ...ولو كان غير ذلك لرفضه أبي ....أنا لا أرى في الرجل ما يُعاب ...
ضحكت الأم وهي تسمع هذا الرد من ابنتها وقالت :
-يا لكن من فتيات هذا العصر ...ولماذا لم تبرري قبولك بصراحة وتقولي إن الرجل غني سيغرقك في النعيم ...
لم تتردد مريم في الرد وقالت لأمها وهي تبتسم:
-نعم ...أليس هذا ما تتمناه الفتيات يا أمي...؟
أخذت فاطمة تنظر إلى ابنتها وهي حائرة وقالت:
-بكل صراحة أنا مرتابة من هذا الزواج ...لكن أتمنى أن تجدي فيه ما يسعدك ...
أخبرت فاطمة زوجها بموافقة مريم ،لكنها لاحظت أنه استقبل الخبر ببرودة لم تتوقعها ،قرأت في عينيه حزنا عميقا ،ولمست في رده بالمباركة نبرة ترجمت هذا الحزن ، فقالت له
-كنت أتوقع أن تستقبل الخبر بطريقة أخرى ....ما الأمر يا عمر؟
قال لها والكلمات تخرج بصعوبة من حلقه :
-أشعر بالخوف على مصير هذا الزواج ...أحاول إقناع نفسي فلا أستطيع ...لكن أتمنى أن يكون خيرا ...
"يتبع"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.