لا يزال المكان مستترا في ضمور التواري ، لا تزال الشبابيك ملتوية الضوء متشابكة أغصانها الشوكية الرعناء ثقيلة الحكايا مترعة الرماد غائرة الأنين ، لا تزال . . .
كما يفقهها طائر غريب ينتبه لها ولأضداد المكوث ،ههنا لا تزال المواسم لونا واحدا متوقف الكثافات تارة يتحرك ضجيج مقرف تتلقفه عيون جاهرت بمسخ الوجود على فترات الامتداد ذي الشبهة الصفراء ، مرة حرك ذالك الطائر جناحيه الهزيلتين كأنما يوحي للطاولة أن تغرق في انتفاضة ضوء متلاشي ، أو لربما يصرخ هو الآخر في سياج الأشواك لكي تدحض حقيقة الوجوم فتشاكس خيوط الرتابة المقرفة بهوامش أفق يكاد يفلت من قبضة المكان الجافي ،
الضجيج لغو فصول يغرس على الطاولة أعمدة من سراب ، الشارع منهك الوجوه زفراته تلجم أنفاس المدن المتصعلكة ،هكذا بقي الطائر الغريب محتدم المشاهدة فيه ، يتسوس غناؤه المقموع بين كدمات غليظة الشوك وبين بهاتة الطاولة المثبتة في ركن من نكرات الوجوه ليته كان عاصف اللحظة ليجنح الطائر مترفعا عن تلك الطاولة المتجذرة المكان فاقدة الضوء واللمعان وكل من مروا ويمرون يجلسون حولها، طاولة تتآكل أزمنتها عقيمة الهواء والألوان .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.