.. كم مضى من الوقت
في اعترافات الأفعى
ثمّةَ فحيحٌ
تتدثرُ ببقايا جلدٍ
ربّما
طالَ بي الأمدُ
وأنا أرفل سماواتٍ
بعيونٍ محجوبة
كان المسيرُ طويلاً
باختصارات مفتوحةٍ وجناتٍ ..
داكنةٍ
في رحلة بحثٍ
كالتنقيبِ
ومسايرة أمهات الكتبِ
لم تترك عظات التاريخِ المتورّم
سوى آثار
وندوبٍ طافحةٍ
في مُثُلٍ باهتةِ الفحوى
تمتصُّ ما علقّ في فمي
أثناء التحليقِ
ولأنّي مبصرٌ بخفايا الشرق القديمِ
أستميل أذنيَّ
وأرتقُ الفكرةَ لكي لا تغرق
في وحلِ التيهِ
لا أدري كم من الوقت
مضى
دون أن أستذكرَ أمّي
وأختبئ في ثنايا حجرِ
تلك المراةِ .. القسوة
لم تهتم يوماً بتقليم أظافرِها
ولن تحثَّ جارتَنا ..
لكنّها أطلقتْ للريحِ
شذا عطرها
ولم تداعب أبي
وهو ينفرطُ .. أمامها
كحباتِ مِسكٍ
إلّا في ليالٍ حالكةٍ
كانت تصطفُ مع كبرياتِ المدنِ
في ترتيبِ جدولِ الأولويات
ولم يحظَ منها
إلّا بمواعيدَ منفلةٍ
لعلّها ..
أرخت سرَّ بشاشتِها
تستمرئ الصبحَ
كخبز عراقيٍّ مستديرٍ
ولها يدانِ ..
انهكتهما في تباريحِ الدعاءِ
ولانّها تصارعُ الغيابَ
ترتفعان كلّما اشتدَّ وطيسُ التنّور
تبحث عن وجهي الضائع
بين تجاعيدِ الحروبِ
لكنّني ألفت أشياءها
وصندوقها الأسود
يوم كان الفقر بطلاً
يمتدّ إلى قرىً سائمةٍ
تشيخُ مع العوزِ
دون زخاتِ مطرٍ رحيم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.