mardi 13 juillet 2021

رقصة سليمة // مليكة هالي // المغرب


بيد مرتجفة تكتب محاولة طي مراحل زمان منكسر، تسكبه على ورق لتنسى أو بالأحرى لتتناسى ما علق بقلبها من ألم و تمزق وجداني،و بقلم ينزف حزنا خطت مايلي :
-ذهب مع الريح بعدما تلاعب بعواطفي مددا طويلة و أصبحت أشبه الأموات و أرجو لروحي الملتهبة الهدوء و السكينة أحمل باقة ورود للحياة كي تعود.
تلقيت من السماء أول قطرة ماء ارتجفت و حصلت في جسمي هزة فسحت لفكري مجالا واسعا للخيال و خلتني نجمة بريقها تموج يلون مسار الحياة بأبهى الصور، ترددات أحلامي كانت مبهورة صعدت بي نحو زركشة عين القمر و انحنيت، كنت كلما لمست بطني و هي تكبر أعد نفسي بمواليد كثر و أقول:
-هؤلاء هم من سيبقونني بجانب القمر.
مرت السنون بطيئة،كل سنتين بمولود حتى وصلت لتاسع مولود و عمري لم يتجاوز الأربعين سنة؛ خرائط متعددة رسمت على محياي،و قمري ازداد توهجا وبهاء؛ كل يوم تفيض حكاياته مع بنات الجيران،أكضم غيضي و أسامحه.
ليلة زفاف ولدي الأكبر ياسر ، كانت مفاجأة صادمة، لمحت قمري يرقص قابضا على يدي راقصة جميلة تدعى سليمة كان سكرانا يصرخ باسمها و يخالها خليلة و ينادي علي راغبا في الطلاق.
امتزج الفرح بالحزن و كانت فضيحة، انكسرت معها الخواطر، صعب التسامح، اختفى القمر عن العيون، كان الهجرو بقي أولادي دون معيل، انقطع ثلاثة منهم عن الدراسة و القمر حكايات عنه تتناسل دون ان نحدد له مكانا حتى الراقصة سليمة تبرأت منه و أقسمت بكونها لا تربطها به أي علاقة و ما تلك الرقصة سوى حيلة لجلب المال،مرددة قائلة:
-حرفتي هذه و عند الجميع معروفة.
تمر الأيام ثقيلة
و أنا حزينة
كلها سراب
لم أقطف من الخضروات فاكهة
سوى جرعات ألم
إحساس عارم بالخطيئة
محاكمة الذات
من المخطئ ؟
يحاصرني العجز
قاهر هو الصمت
و تمضي الأيام
تسلبني نفسي
أراها دون معنى...
صبر و سلوان
لا ثقة في الزمان
لحظة يتحول كل شيء إلى حطام
من أين آتي بقوة التحمل و أنا ظلمت نفسي ؟
تحاول مسح دموع منسكبة على الخدين، و تواصل الكتابة مخاطبة طيف زوجها العربي الذي كان يحضرها خلال الليالي الخوالي:
-وددتك أنسي
حلم تبخر
و الحياة تعسرت في المشي
أصبحت كالمجانين أحدث نفسي
أجلدها
أحاكمها و هل أنا عادلة ؟
من أكون ؟
أنا مجرد امرأة تخلق المآسي
قل ما تشاء
سكن الجنون رأسي
لم أعد قادرة على ترتيب أوراقي
و لا على فتح أبوابي
فقدت الثقة
حتى في نفسي...
أبنائي الصغار لم يستوعبوا ما جرى و يجري و لم يفهموا مغزى الحكاية، ابني الصغير مراد يغمرني بالأسئلة، كل يوم سؤال يختمه قائلا:
-أين أبي ؟
أعجز عن الرد، أرجوك أينما كنت عد و أرجو كل من عرف طريقك أن يخبرنا لنرتاح و يذوب انتظارنا مع غياهب مرارة الحياة و مرور الزمان
و ضعت القلم على الطاولة، ثم وضعت رأسها قربه على يديها و نامت و عيناها دامعتان.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.