lundi 11 décembre 2023

حلم تبخر // محمد بوعمران // المغرب

 

تسير على رصيف الشارع مسرعة تسابق عقارب الساعة، تخطو محاولة الحفاظ على توازنها وهي تقاوم هبوب الريح التي ترتطم بجسدها وتعبت بأناقة مظهرها،فتمرر بين الفينة والأخرى كفها على رأسها لترتب خصلات شعرها،وتنحني لمسح ما علق بحذائها من غبار كي تعيد له بعض توهجه، لم تكن الريح رحيمة بأناقتها التي أنفقت عليها مبلغا محترما من المال،ولم تكن الريح لتعلم أن هذه الأناقة اللافتة مفروضة عليها كخروجها من البيت وسط هذا الطقس المتقلب...
شعرت أن الريح عبثت بمظهرها، وأنها في حاجة لمرآة كبيرة لمراقبته وتصحيحه، دخلت إلى مرحاض مقهى صادفته في طريقها، وقفت أمام المرآة، أخرجت مشطا من حقيبتها صففت به خصلات شعرها، ومنديلا مسحت به بذلتها الزرقاء من الغبار، ثم وقفت منتصبة على بعد خطوات من المرآة وألقت نظرات من زوايا مختلفة لتتأكد من تناسق مظهرها...
قطرات المطر التي بدأت ترش رصيف الشارع منعتها من مغادرة صالة المقهى، جلست وراء طاولة موجهة نظرها للشارع، طلبت على مضض فنجان قهوة، ألقت نظرة على الساعة المعلقة على جدار صالة المقهى، علمت أن الوقت يزحمها، وأن السير تحت المطر مجازفة بأناقتها...
وقفت أمام باب المقهى،أشارت بيدها لسيارة أجرة، جلست في المقاعد الخلفية،وبعد أن استوت في جلستها،دلت السائق على المكان الذي تقصده وهي تنظر لمرآة السيارة لتطمئن على حالة مظهرها...
كانت شديدة الحرص على أناقة مظهرها، فهي ستلتقي بشخص تعلق عليه آمالا كبيرة في الحصول على عمل كسكرتيرة في شركة مشهورة...
خرجت من السيارة، دخلت مصعد الشركة، مررت يدها على بدلتها الزرقاء لتجفف قطرات المطر من على كتفيها، أعادت ترتيب خصلات شعرها، خرجت من المصعد وهي مرتبكة، اتجهت نحو باب مكتب المدير، كان الباب مغلقا، أخبرها الحارس بأن المدير مع لجنة تفتيش...
سألته مرتبكة عن السبب،فأجابها هامسا:"يقولون إنه متورط في أفعال خطيرة و تلاعبات..."
فجأة يخرج المدير مطأطئا رأسه وهو محاط بزواره...
غادرت المكان محبطة وقد تحطمت آمالها، كانت تسير هذه المرة على رصيف الشارع بخطى بطيئة غير آبهة ببلل المطر ولا بأناقتها...تبخر الحلم... !!!






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.