أيقظت ربيعك المتأخر لكي تقبض على زمردة الوجدان بين غبار وحر المطارات كنت الوحيد المتشظي من هوامش النسيان وقد خرجت من كومة الرسائل، تسوق قطيع الحلم الى حيث تسكن الشرايين براكينها الخامدة في جوف الصدفة المتهيئة من عسل الشعر على أطراف التخوم الهائجة بغربتك . وأنت الموعد المصطنع من عيون ذالك الوافد الغريب ،يعانق زمنك بحرارة المشتاقين لشمس تعطف على أهداب تلك المدينة وهي تتهادى بين ضفائر أصيلها الدافق في انسيابية البوح . ذاك الغريب المنتفض من كثافات الجذور تميع امتدادك الهامشي بين جبالك التي تشبه تحفات الملح ،وبين سهول ذلك الغريب التي ترملت من أفول القبائل فعزفت أطلالها همسات الليل البهيم . ذالك الغريب الذي بقي فردا من قبيلة الترحال وبقيت أنت بيتا معلقا على شجر السرو تفشي للريح لسعات الليل .حينها رقصت في عينيه هزيج ارتجاج بينما طفق الغريب متمسكا ببريقه الباسم في جوف حزنك . وأنتما تشربان رحيق موعدكما المتقطر من ذكراكما على صهوة جواد تواق تعبران أضلع المدينة تتنعنعان من تفاصيلها ومن بشاشة المساء المتعرجن بغنائكما الشلال .
قلت له : فلنحلق إذن مع طيور النار
لا نهادن عاصفة الشوق . ذالك الموج المتاح بين جذوة الليل واحتراق الصباح هو هوس حقولي العطشى
قلت له : تتربص بي سواقي طفولتي لأتصنع لها فارسا يسبي نخيل الظلال
قلت له : حنيني من جبة الغروب سأسكب قصائدي التائهة على كؤوس النأي لكي تنمو براعم الوصال
كنا على زورق الرحلة نثمل في أريج الصباح من ذالك اليوم الذي تموسقت ذكرياته بين كهوف وبحار وشطآن . كنا كمن ينسج طيفه بين أسوار مدن عتق وهجها رياحين قطوفنا الهائمة
فقال لي ذاك الغريب : كيفما كانت الرحلة سيلتهمنا حوت القفار وستصحو بمس الخريف .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.