أتذكَّرُ أنني كنتُ مزروعاً في بستانِ جدّي
وبرفقةِ أمّي وأبي وأخوتي
كانَ أبي يسبقُ الحجر لملءِ ساقية الزيتون
ويربّتُ على سيقانها كثيراً
كلما فزعَ غصن ٌمن دويِ الرصاص
عندما وجدتُ نفسي مجتثّاً
وقدْ فارقنا أبي على غيرِ عادتهِ
تقودهُ سياطٌ عمياءُ
نحو المعتقلاتِ وموت مجاني
يعيدنا للعيش في ظلال الشمس
أمي ماعادتْ تلون الصباحَ
ببريق جديلتها
هي الآن لا ترتدي غير الليل
بكلِّ وحشتهِ وشدةِ ظلمتهِ
لذا كنتُ أنامُ كثيراً
كلّما توسدت أقدامها
و كلّما نضجتْ في عيني دمعةٌ
تبعثرها الريح ويغرقها
نزيزِالمطرِ الذي فضحَ عيوبَ خيمتنا ذات ليلة
كنت أحلمُ بعودةِ أبي ورفاقه
يلوّحونَ بعلم بلادي
ويزرعونهُ فوقَ رأسِ هذا العالم
حتى لا يدمن نسياننا على سبيلِ
الاحتلال
تاركينَ للوطن غيمة أخرى
لتنمو جذوره في السماء .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.