عزيزٌ على بغدادَ حجمُ انكسارِها
تحدّثُ عمّا كانَ يومَ حصارِها
فما كلُّ من وافى المنيةَ قد هوى
لأنَّ حضورَ الروحِ دونَ احتضارِها
ويبقى سؤالي هل أُتيحت لراحلٍ
ورودُ جوابٍ في خضّمِ أوارِها
فكان كما يبدو شغوفاً بيومها
يودُّ بلوغَ الثأرِ خلفَ انتصارِها
يطيلُ .. كمن أحصى مآثر هاطلٍ
ليغرفَ من تشرينَ عذبَ انفجارِها
يزلزل أرضاً قد غزا الشيبُ صدعَها
لتَكشفَ عن وجهٍ يليقُ بغارِها
أقولُ لأهلِ الشامِ هُبّوا لنَجدَةٍ
ألستم وقوداً من حميمِ اجترارِها
ألستم إذا ما الحربُ حلَّت بسورِنا
جريتم كما الإعصارِ في جرفِ دارِها
وكنتم مع الأحداثِ لا وقتَ للصفا
إذا ما تمطّت من زفيرِ أوارِها
فإنَّ حصارَ الأمسِ بالشامِ ضاربٌ
عصا دورانٍ بين قُرصِ جرارِها
فكم أفسدَوا للريحِ ما كان شاسعاً
وإن مكَر َ الأعرابُ فوقَ مدارِها
ولكنّها الطعناتُ تُلقي بظلّها
ثنى عزمَها حشدٌ بوأدِ شرارِها
وتغمضُ جَفنَ الفجرِ بيروتُ لم تزل
إذا ما تراخى النصرُ عند اقتدارها
فمرحى بح زب اللهِ قد جدَّ وعدُهُم
يطيحُ بليلٍ من غُضُونِ نهارِها
وينزعُ ما يلقى من الغلِّ حاملاً
بشائرَ قد أسرى بمحو ديارِها
يزفُّ لنا البشرى بيومِ كريهةٍ
لينذرَ أعقاباً بشلِّ انجرارِها
ويعلنُ عن موتٍ لقَرنٍ وصفقةٍ
جرى صفعُها كفّاً برغم انحسارها
ونغبطُ حو…ثيّاً بوقفةِ صارمٍ
وموتُ العدا غيظاً كما في فرارِها
وتعلو بهِ القاماتُ إن هي جاهدت
فهم ثلّةُ الأخيارِ عند خيارِها
يكيلوا لهم رجماً أرى الغربَ خانعاً
إذا ما تعرّوا من رهانِ صغارِها
فما الحربُ إلّا ساعةُ الصبرِ أزلفت
على دعمِ طو…فانٍ بكفِّ اصطبارها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.