lundi 24 août 2020

ورطة // محمد بوعمران // المغرب

 

"إيه ...أيها الزمن الرديء...أنا الذي كنت مضرب المثل في الكرم والسخاء ،صرت أضرب الف حساب وحساب قبل أن أصرف الدرهم مخافة أن أقع في العجز وأمد يدي لمن كنت أقرضهم ولا يردون ،هؤلاء الأصحاب الذين تغيرت معاملتهم لي لما شعروا بأني امسكت يدي ،ولم يكلف أحدهم نفسه أن سألني عن السبب القاهر ،وعن الظروف التي أصبحت فيها

كان يحكي لزوجته، وكانت تتابعه شكواه وهي ترق لحاله لأنها تتفهم الوضعية التي أصبح فيها، وضعية كانت أولى المتأثرين بها،فنفقاته على البيت والأبناء تقلصت كذلك ولنفس الأسباب، وقد كانت تنبهه الى إسرافه وكرمه الزائد مع الأصدقاء الذين تفرقوا من حوله ، ولم يعد يكثرت بأمره أي أحد منهم ...
لكن السبب لا يتوقف عند الإسراف في الإنفاق بل هناك أسباب أعمق وأخطر لم يذكرها لأحد واحتفظ بها لنفسه ، هذه الأسباب هي التي تضاعف من معاناته ،وتعمق أزمته، وتجعله في وضعية تشبه وضعية من يوشك على الغرق ويمد يده مستنجدا عله يجد من ينقده ويساعده على الوصول الى بر الأمان.
قالت له زوجته
-"أتمنى أن تستفيد من هذا الدرس، وتعلم أن الأحوال تتغير وتعرف صديقك من صديق مصلحته..."
لم يأبه بهذه النصيحة، بل لم يكن يصغي لزوجته ،ففكره شارد، يفكر في حل الورطة التي يوجد فيها ،ورطة لاتنفع فيها النصائح بل تحتاج الى مبادرة تنقده من قضبان السجن..
يُطرق باب المنزل طرقات قوية ومتتالية، تهرع الزوجة لفتح الباب، لتجد نفسها وجها لوجه مع رجلين أخبراها بانهما من رجال الأمن ،سألها أحدهم عن زوجها،مندهشة من وقع الصدمة ،نادت عليه ،خرج وتبعته مهرولة ، قال لها أحدهما وهو يضع الأصفاد حول معصمي الرجل.
-زوجك متهم باختلاس أموال من الشركة التي يعمل بها ...وتقديم شيكات بدون رصيد...




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.