lundi 24 août 2020

لوحة بحجم الفصول // محمد محجوبي // الجزائر


وحدي . على منتجع السكون أعالج جسد الحرية الذي هرم بين دروب التوحد ، وحدي أتهامس مع أسلاك الشمس ، أبحث عني بين خميلة تائهة الغروب تشربني نوازع المحال ، تارة ألوذ بعتمة الفهم عن تلك الكثبان العربية التي تلاحق أنفاسي اليتيمة ، وتارة أخرى أتفحص جغرافية الحواجز التي رسمت وقائع القنص والجلد وعبدت للموت طرقات محفوفة النار ، كلما التحفت رداء التاريخ المهلهل الحروب تصوغني مشاهد عبث تتناسل من كتبها حيات تميل إلى صفرة الخريف بسمومها تتحنط الذاكرة ،تضاريسها اليابسة حكام قهقهات لاسعة الوطن .
وأنا وحدي رزقت صمتا وسيما من خلايا وجينات عجيبة التدوير ، وحدي سيد اكتشاف لسلاطين الحصى يحرسون صخورهم النابتة في كبد الفهم تفرخ أشباحها وكوابيسها دفعة واحدة وحين يتسعر صراخ الموتى يتلذذ السلاطين اللقطاء بلذيذ دم من حوايا أجيال تسيد عليها القحط الجامح ، وأنا وحدي على قمم الغبار أبحث عن ماء حرية نضب من شدة المزاد والعيون المعلقة على وهجها العربي الحزين تستجديني أن أزداد شدة وغلظة في السرد لعل الماء الآسن في دمنا المهزوم يحلم بنا شهداء وحدة ، رفاتهم ترسم لوحة الهواء قبورا .





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.