mercredi 19 août 2020

قيلولة : قصة قصيرة // أحمد البحيري // مصر

 

حر أغسطس أحمر، والشياطين لا تقيل. والشمس تنحرف قليلا عن كبد السماء.و الظل كاد أن ينبت علي باب الجامع حين أغلق بعد صلاة الظهر. والمريض الذي زاد وزنه وثقلت نفسه خرج من سريره وجلس أمام الجامع بنهر الطريق. لقد أمضى أسبوعين طريح الفراش واشتاق لنسمة الحياة. مر عليه السائق والمجذوب وتعجبا لجلسته. كان العرق ينز منهما وهما يسرعان الخطي. وقال السائق حين رآه: ألف سلامة، الحق بنا لتشرب شاي. كان السائق عائدا لتوه من سفر طويل. والمجذوب الذي يقضي له البانجو قد دسه في طيات ملابسه. دخلا البيت ومن به نيام. ولما أعدا الشاي وأخذا يدخنان البانجو علي الشيشة جاء المريض. البيت على أطراف القرية وحوله الحقول. والأرز الذي يقابل بابه ساكن من الحر رغم وجود الماء. بان علي وجه المجذوب الجد وهو يقول: ما كان يجب أن تدعوه فلو مات لقالوا من البانجو. جبت لنفسك مصيبة يا أسطى. لم يدخن المريض معهما ومع ذلك داخ. لم يتحمل جلسته فتمدد. نظر السائق للمجذوب وهو يضحك ويقول: يبدو أنك علي حق
_ وماذا نصنع؟
 لو مات نرميه في الأرز. لكن هل تستطيع حمله؟ -
المجذوب فيه قوة تفوق الوصف. أعور شمال، ويلبس ثلاث جلاليب متسخة وبخاصة الخارجية. قفز واقفا في لحظة وحمل المريض كما يحمل كيس القطن وراح يدور به في الحجرة. ذراعا المريض متدليتان تطولان الأرض، وصوته يخرج بالكاد، والسائق يقهقه دون دراية. ولما وصلت اليدان الواهنتان لرقبة للمجذوب وطوقتها صار صوته يقوي: اتركني يا أهبل اتركني، روحي خلاص يا ابن الكلب، الحقني يا اسطى، يا أسطى. في هذه الأثناء أفاقت زوجة السائق من قيلولتها وناحت بصوتها الحياني حتي اجتمعت الناس




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.