مرت السنون من عمرها وكأنها سحابة عابرة أخذتها رياح الخريف، عاشت بين مخالب الوهم في أعماق دهاليز غياب الحنان الأسري. كانت البنت الوحيدة بين ثلاثة ذكور اعتبرت وكأنها خطيئة الوجود الكبرى، ترعرعت بأرض النزف. ولأنها أنثى في بيئة الجهل كانت وكأنها لعنة حلت على الحياة الأسرية
أمضت سنينا تئن تحت صمت الكبرياء، تقوم على راحة العائلة وكأنها آلة، لا يحق لها الاعتراض فقد أرستها أمواج الحياة على شاطئ النبذ الوتيد. تنتهي من أعمالها لتختلي بنفسها في غرفتها عندما يسدل الليل ستاره، وهي تعانق حبات المطر المنهطلة من سحب أحداقها، تواسيها تنهيداتها المنبعثة من نبض شريانها، مهزومة في حيرة الأقدار، وتغذيها ثقافة البؤس.. وهذا ما أجج في نهاية المطاف نار الحرية التي تمنحها تراخيص الهياكل الحياتية في عمق الفؤاد، ويأبى الصمت في ضجيج الذهن أن يستمر، ويطلق العنان للأفكار بالاندفاع تفتش عن الذات المغيبة بين الأنات، واهتزت جنبات كيانها تطلب معنى الحياة، وأدركت أنه ما لأزمات الدنيا بقاء. فاستجمعت بعض المشاعر المحلقة وخطت سيرورة حياتها المتبقية وقررت الهرب من سجن الوأد إلى حيث تزهر الحياة دون الالتفات إلى الوراء، وانطلقت مودعة موت الحياة إلى حيث الولادة الجديدة من رحم دنيا غير الدنيا الأولى.. تستكمل ماتبقى من عمرها في بساتين النجوى، بعيدة عن جنبات عواصف عائلتها الهوجاء..وأطلقت على نفسها اسم أخت الوقت
mardi 11 août 2020
يتيمة في حضرة الوالدين // عفاف بايزيد // الجزائر
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.