مازالوا على حافة العالم الحديث، يرفضون كلّ مشاريعهم، لكنّها باقية في الذاكرة، لم يمسحوها، كثبانٌ تتنفّسُ رملَ الماضي، يُحبّون دوراتِ المياهِ كثيراً، يتكلّمون داخلها بصوتٍ عالٍ، مع قهقهاتٍ يُخفونَ فيها أشياءً أخرى، يجتمعون على أبوابِ المساءات، تُسمعُ عن بعدٍ أصواتِ مطارقِهم، لما يقترب منهم أحدٌ، يكنّون له الإحترامَ، وحفاوة السلام، وبعد خطواتٍ يُنزلون به اللعنة، لا يذكرون سوى أسنانهم اللبنية التي تسقط من أفواههم، ثم يلتقطونها ويرمون بها الى الشمس، لا شأن لي بهم، لكنّهم يُمطروني بوابلٍ من الأسئلةِ التي تُرهقُ مسمعي، فيتلفّتُ قلبي باحثاً عن طريقٍ، لأتركَ لهم الرصيفَ خلف خطواتي الذاهبة الى مساءٍ آخر، يحمل لي شيئاً من أمل
*******
عزيز السوداني
العراق
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.