mardi 21 novembre 2017

وتهدم البيت الذي عشنا به // خالد الباشق // العراق



للحرفِ في ذكراكِ نـــزفٌ موجعُ
فـــوق الدفاترِ رسمـــــــهُ يتصدعُ
الكفُّ لـــــــو خطت لأجلكِ جملةٍ
ظلت أنــــاملها تئنُ وتفــــــــــزعُ
فاذا ذكرتكِ بالقصــــــــائد تنحني
كل الحـــــــــــــروف بذلها تترفعُ
لك أبجديات اللغـــــــــات جميعها
في حســـــــــــرةٍ وتوسلٍ تتخضعُ
لو قلت (ماجدةً) يرونـــي صامتاً
لكنَّ في قلبي صـــــــــراخٌ يُسمعُ
يا حســــرتي مــــاذا أقول بفقدها
والله لا أدري ومــــــــــاذا أصنعُ
مذ غــــابت الدنيا تغّير حـــــالها
ماعدت أحكـــي أو أرى أو أسمعُ
هي وردةٌ ذبلت ومـــــات ربيعها
وفصول عمـــــري لم تعد تتنوعُ
واســودت الدنيــــا بعيني وانتهي
حال الجمال ومـــــات فيَّ المبدعُ
قد كنتُ حين أرى جمال عيونها
رغـــــــم الهمـــوم بنظرةٍ أتمتعُ
وإذا لمستُ بلحظةٍ رغــــم الضنا
يدها فكل السعد قــــــــــربي ينبعُ
هي أجمل الوردات في روض الهوى
كانت على عـــــــرش الغلا تتربعُ
والله حـــــــــالي بعدهــــــا متهالكٌ
بوجـــــــودها قربـــــــي أنا أتشجعُ
يا رب قد ضـــــاع الهناء بموتها
معها الحياة وحـــــق نورك أروعُ
عيني التي كانت تضاحك رمشها
ظلت على فُقـــــد الحبيبــــة تدمعُ
وتهدّم البيت الـــــــــذي عشنا بهِ
عمراً وباب الـــــدار ليست تقرعُ
في كل ثانيةٍ أمـــــــــــوت بفقدها
وبكل حزنٍ خــــــــــــافقي يتقطّعُ
يا رب حمداً مــــــا قضيت وإنما
من بعدهـــــــــا كل السعادة تُمنعُ
خُذ كل عمري لن أغيـــر موقفي
وأريدها يوماً فقط لــــــــو ترجعُ.
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.