تتشرّبُ أرضُ التجلّي بنزيفِ شمسِ الغروبِ قرصاً قَانياً يغزلُ لونَ السباتِ نحو مخدعِها ، يحتزُّ عنقَ المدى ،بالأقنعةِ الشائكةِ، غائماً ينأى ببصرهِ عن قطوفٍ تدّلتْ في زحمةِ الهِمم ِالخاويةِ ، تعاريجُ الأديمِ المبللةِ، تلوّثُ أطرافَ سندسٍ يتوارى باختفاء آخرِ قبسِ نورٍ، يصارعُ لأجلِ بقايا حلمٍ ثكلٍ يقلّبُ في سنينَ سنابلهِ العجافِ، وقتها كان لهاثُ بركانِك قد غطّتْ جسدَ الربيعِ فأعتمَ عينُ النحلِ عن قلّةِ الإحسانِ وإيماءاتُ وجوهِ الجوعِ تقرّمُ أظافر الوقت كلما أبطأت خطاه المتثاقلة نحو أعشاش النوارس الراغبة
بخزائنِ الرغيفِ، في دوامةِ
أفكارٍ ترتدي العمى زينةً لها..
أكانتْ
غلطةُ الندى حين سقطتْ على أرضِك البورِ قاحلةً ؟ أنت لم يزرْك رعدُ السماءِ منذُ
انتفاضةِ الأولين على معبدِ عشتارٍ ، تتسلّلُ الهمساتُ البربريةُ صوبَك، فتتصلّبُ
بمدِّ شواطئِ التيهِ في عينيك حتّى قبلَ أنْ يشعلَ القمرُ ضوءَ عتمتِك ،مشردةٌ بين
خيطِك الابيضِ والأسودِ لم يدفئها بقايا ضوئِك الشمسيِّ تلوكُ الوجعَ بالنقرِ على
بابِك المغلقِ ،تمزّقَ ما تبقى من طهرِ الروحِ ورايةِ بيلسانِ على تجاويفِ جثمانِك.
******
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.