lundi 29 juin 2020

يا راميا بالقذى ../ مساجلة شعرية بين الشعراء :محمد زراري - علي الزاهر - عبد الواحد الكوط / المغرب


يا أمةَ الحق كم ضيعت من حُلُمِ ...... و أنتِ مِنْ زمنٍ مِنْ أخيرِ الأُممِ
كنت التي جاهدت بين الورى كرماً ...... فصرت بين العباد شُهْدة الأمم
و اليوم صار الأسى غيما لذي كمدٍ...... حتى مضى الكل بالأحزان في ظُلمَ
يا أمة رزئت في مجدها زمناً ...... و الركبُ عنها بعيدٌ بعد ذي القمم
عزاؤنا واحد و خطبنا جلَـل...... يا أمة عجزها نار على علم
و النفس من لجة الأحزان في أسفٍ ...... تبكي على نفسها من سطوة الألم
يا أمة تَــاهَ في الآفاق ناظرها ...... هذي ملامة حرفي من ضنـى السقـــم
دهر عتا أم غيابة لها وصبٌ ...... أم عزة ضُيِّعت من كبوة الهمم
كأن ما حَلَّ في أوطاننا سِنةٌ ...... أو سطوةُ الجهل و الألبابُ في عتم
ما بال أمتنا خفت موازنها ...... وصار بنيانها وشيا من الديم
لما أصابهمُ الخذلان من وهن ...... ساروا إلى سطوة التفريق في ظلم
تفرقت سبل الأشياع واحترقت ...... سوالف الحق بين الخصم و الحكم
يا أمة ذهبت أخلاقها أسفاً ...... من سالف الصمت جرح غير ملتئم
أمسى العزيز ذليلا والذليل عزيـــــ ...... ــزا يا لعدل صروف الدهر في الأمم
حتى غدا يومها من غفلةٍ كَـلِـحـاً ...... يسُوقها طمع الأقوام للحمم
دار الزمــان علــينـا بعد شَقْوَتِـنـا ......وأصبح المُلك بعد الضيم كالعدم
جار الزمان علينا نحن في هرجٍ...... نمضي إلى منتهى الأحزان و السقم
كأن في أذنيك الوقر ملتصق ...... و الأفق من وقعه غَيٌّ لذي صممِ
الركب فينا تولى في دجى أفق ...... حتى الحجا أغشيت والرأي لم يقم
أعيش في زمن الأسقام محتميا ...... بالذكر لي قـبسا يحتل وَهْج دمي
ياويح نفسي على قلبٍ تحوق به ...... من كل صوب بنات الدهر والنقم
بُحْ يا اُخَيَّ فإِنَّ البوحَ مكرمةٌ ...... ما أتعسَ الغوصَ في ليلٍ بلا قلمِ
!أ كلما هدك الإرجاف في لجج ...... أوهمت بالنصر كل الناس في لمم؟
!يا كم سقينا مدام الجهل وا أسفـــي! ...... كيف العروجُ إلى مجْدٍ بلا قيم؟
أين الذين إذا قالوا إذا فعلوا ...... خطُّوا لكل الورى محجة الشيـم
أين الألى صنعوا مجدا له شرف...... أين الذين بهم كانت عرى القيم
إذا لقوا مرغمين الجمع قاتِلَهم ...... كان الفداء بقطف الهامِ واللمم
ويوم كانت شموس الكون مطفأةً ...... قد دثرتها مسوحُ الجهل و الظلم
أتوا بكل صنوفُ العلم مشرقةً ...... وسلَّموا النفس للقِرطاس و القلم
قد كان في عزها الأشراف قاطبةً...... تدنو الرقاب لهم في البيد والأجــم
رموا سهامهمُ في كل معترك ...... وكان مسعاهمُ بالكف و القدم
فكان خيرهمُ للناس كلهمُ ...... ما فرقوا فيه بين العُرْب و العَجَم
عهد الألى نسجوا من فيضه سبلاً...... قد كان فينا سنا الإسلامِ من قِـدم
من قدرة الله أن الصرح إن شهقت ...... قبابه ذات يوم سوف تنهدم
كل الخلائق مهما طال يومهمُ ...... أحلامهم قدر في علم ذي نقم
!النور دونك فارتع في موائـــده ...... ما أتعس العيش في ليل بلا شيم
!ما أظلم السير في الدنيا بلا خلُقٍ...... و المرء أخلاقه تاجٌ على هرم
إلى متى يستبيح السيف ساحتنا ...... متى نشد وثاقا غير منفصم
يا راميا بالقذى أنخاب مشربنا ...... لو رُمتَ حقا لنا في العز لم تلُمِ
أتأخذ الناس بهتانا بما عبثتْ ...... به أصابع غِرٍّ ليس بالفَهِمِ
من مثلنا اصطف بالإجلال مقتديا ...... بملهِم إن يؤمِّ الجمع يستقم
دانت له الأرض والأفلاك قاطبة ...... لو شاء سيَّرَ مجراها بلا لُجُمِ
متى نعود إلى العلياء يا وطنا ...... قد أخلفوا علَــنـاً عنْ مجدِه الأشِـم
يا أمة السلم و الإسلام، يا حلُماً ...... عزَّ اللقاءُ بهِ مِنْ شدة السأمِ
يا فالق الحَبِّ قد عزت قيامـتُـنا ...... كأننا بغثاء السيل في ردم
يا قوم لا تيأسوا فالنور دونكمُ ...... إن جد في النفس عزم فاخـــر الهممِ
وشمروا عن متون العز لا تهِنوُا...... وبالهدى أنتم الأعلونَ في الأمم
الأرض تزهر بعد الجدب قائـلـــةً :...... سبحان من يوجد الأشياء من عدم
متى الشروق فقد ضلت مراكـبُــنــا ...... والسير في ظلمة الأزمان ذو ألم
قد كنت أحسب أن اليأس مفخرةٌ ...... حتى سقيت كؤوس الويل من ندم
يا من تظن دروب اليأس سالكةً ...... هيهات يشفى عبوس الوجه من سقم
في العالمين لنا محمد، قبس ...... بث العلا بيننا نهجا لذي همم
أتى بنورٍ الهدى في قيظ مخمصةٍ ...... فالكونُ من نوره يسعى لمعتصَم
كيف الخروج على نهج أَعَزَّ به ...... ربي شعوبا على جُرْف من الحمم؟
رفرفْ جناحَك يا ظمآنُ في شغفٍ...... إن المنازل تـُؤوي كل ذي هممِ
هل تبتغي من صدى الأنساب منزلةً ...... ترجو بها عالـــيَ الألقاب و الشــيـــم
!أقبل بروحك لا تخنع لمغتصبٍ ...... لا ترضعن ثداء الهون و الهرم
من يعتصمْ بكـتـابِ اللهِ مُنتَصِرٌ ...... في سيره قبَسٌ يسعَى لذي إرمِ
!يا من تسب صروف الدهر محتدمــاً ...... هلا عدلت عن الكفران و السأم
ما غرني العيش في وهم يراودني ...... النفس من طمعٍ تهوى بلا حَكَم
يا من لنا في مداه حسن خاتمةٍ ...... نرجو بعفوك منجى من لظى الظلم
.الله أكبرُ ما جادتْ قرائحنا ...... إليه نرقى على طيفٍ من الحكمِ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.