كلما صادفها وهي تمر أمامه أو بجانبه ازدادت دقات قلبه ، والواقع انه كان معذورا ،فمريم فتاة تمتلك من صفات الحسن والجمال ما يجلب لها الأنظار ليس من الرجال فقط بل النساء كن يغبطنها على رشاقته جسدها وملامح وجهها المشرق ...
مريم تهتم كثيرا بأناقة هندامها وتصرف على ذلك قدرا محترما من أجرتها كمصممة أزياء في معمل للملابس الجاهزة ، أسرت سعيد وفتنت ذهنه وهو العامل البسيط في أحد فنادق المدينة ،
هو كذلك له قدر من الوسامة ،شاب يقترب من إتمام عقده الثالث ،كانت تتجنب نظراته وكان يلح في النظر إليها مرسلا إشارات الإعجاب مما جعلها تنتبه له وتبادله النظرات ليحددا موعدا للقاء ...
كان اللقاء الأول كافيا ليطلب منها الزواج، اِندفاعه جعلها تشك في صدقه،فكانت تطلب منه بعض الوقت للتفكيرلكنه كان مستعجلا خصوصا لما علم أن هناك من ينافسه على الظفر بها من شباب الحي ،بل هناك من كان يلاحقها وهي عائدة من العمل ،لم تكن اللقاءات بينهما ، شهر من العلاقة توج بزواج تمت تدابيره بسرعة ...
وهاهو اليوم يعيد شريط الأحداث على وقع حدث تأخرها بالأمس وبعد شهور فقط من زواجهما،أصبح يشك حتى في التسهيلات التي قدمتها له وهما يستعدان لدخول بيت الزوجية،فالشقة المفروشة والمجهزة في ملكيتها ،وأغلب مصاريف حفل الزفاف صرفتها من مالها ،وحتى الصداق كان رمزيا ولم تعطه أهمية ،كل ذلك أصبح مصدر قلق وشكوك أرهقت تفكيره وقلبت فرحه إلى إحساس عميق بالدونية ...
دخلت مريم من العمل قبل الوقت ،كانت متعبة ...
سالها سعيد مستغربا
-ما بك يامريم ...أرى وجهك شاحبا...
-أحس بدوار ...وغثيان ...
لما لاحظ سعيد أن مريم في حالة سيئة اقترح عليها زيارة طبيبة قريبة من مقر سكناهما ...
دخلا العيادة ،وجدا الطبيبة تستعد للخروج ، ولما وصفت لها مريم حالتها ،طلبت من سعيد أن ينتظر قليلا في قاعة الانتظار...
خرجت الطبيبة مبتسمة وهي تقول لسعيد
-مبروك زوجتك حامل تقريبا مند ثلاثة شهور ...
تبدد حزن سعيد ،وأحس بالفرحة تغمر كيانه المتعب....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.