mercredi 13 janvier 2021

القديسة... // إدريس بندار // المغرب


... أنا الجالس واللاجالس ،أنا الحالم والمكبس ،أنا النسخة والأيقونة ،علمني زمني الصغير أن أتعامل مع أشيائي بفوضوية ، السيجارة حين أدخنها ،لا أدخنها لأجلها ، بل لأنها رغبتي في البحث عن الفوضى ، وقهوتي حين أرتشفها ، أتشح قبلها برغبة جامحة في إسقاط الليل المزعوم ، وخلق ليل بدله .
كاد النهار ينقضي ، وما زلت كما أنا صامتا كالنهاية ، ولكي أوقف هذا التصحر العاطفي استفزيت قلبي الغائب الحاضر بأسئلة:
_ وفتاتك المؤجلة ،ألا زلت تبحث عنها ؟
سقط الليل كقطعة سكر في كأس قهوة ، وسقطت أنا أحمل سقوطي وذكرى شرفة ثكلى:
_ بين كأس وكأس مسافة من جنون .
وبين القلب والقلب عمليتين ، للحب والحكم.
أن تكون سيدا يعني أن تمارس سيادتك.
وأن تكون مملوكا يعني أن تستعبد .
وبينهما اللانتماء.
غموض الحب هو وضوحه.
لكل منا امرأتين: امرأة المثال وامرأة الابتذال.
كان لزاما على الطريق ان يفترق بيننا ، كل في ضفته ، البحر الذي أغرقني كان نفس البحر الذي احتضنها ، الأمكنة المفتقدة هي أمكنتي ، والأزمنة الموبوءة هي آخر أزمنتي ، كانت تقول لي والطفولة تندلق من عينيها:
هل تحبني ؟
أقف مستمرا في مكاني لا احير جوابا ،غير رموز أثقلها التذكر المضني ، أهيم لحظتها في تفرس جسدها المثقل بمواعيد الندى ،فأرى ذاتي من عينيها تنعتق من قيود لا مفهومة ، فأجيبها:
عاصفة أنا يا عزيزتي ، فمن يستطيع مجاراتها ؟عريي فاضح صمتي صهيل مخبوء ، سأقتلك إن فعلتُ.
تستفسرني بسؤال يختلط فيه الاستغراب بالود ستقتلني ؟؟
نعم بغباري وقرفي ، بنتانتي ، سألطخ طهر عينيك ، سآكلك بسياط هواجسي ، أنا لا أصلح إلا للبيد أجرفها بتصحري لتزداد غربة ، من الأحسن ان تبتعدي...





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.